مقاطعة الأدوية الفرنسيّة

نص الاستشارة :

هل يجوز شراء الدواء الفرنسي في زمن المقاطعه مع العلم أنه يوجد دواء أخر يبلغ سعره ضعف سعر الدواء الفرنسي ولكم جزيل الشكر

الاجابة

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين

قد بيّن الله تعالى أنّ من واجب الأمّة أن تنصر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (وتعزّروه)، وذمّ من لم ينصره (إلا تنصروه فقد نصره الله) وبيّن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ من أعظم حقوقه على الأمة حقّ (النصيحة) حين قال: (الدين النصيحة... ولرسوله) فواجب النصح لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفريضة الانتصار له صلّى الله عليه وآله وسلّم ثابتة بيقين قطعيّ

ومن الواجب على كل مسلم أن ينتصر بقدر وسعه وإمكاناته، وقد أظهرت المقاطعة الاقتصادية جدواها في التعامل مع الماديّين الذين لا يرقبون في الناس إلاّ ولا ذمّة إلا إن كان ذلك يؤذيهم مادّيًّا؛ فهذا ما يدفعهم إلى عدم تكرار جنايتهم، وهذا ما يخفف من صلفهم وغرورهم وتكبّرهم على أمة المليار ونصف المليار مسلم. 

ولا ريب أن الإساءة إلى مقام النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أشدّ في أنفسنا من الإساءة إلى آبائنا وأمّهاتنا، ومن الإساءة إلى أنفسنا، فيجب علينا أن نبذل كلّ ما نستطيع انتصارا للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وإثباتًا لمحبّته ووفاءً لما بذله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأجل أمّته.

فإذا كان للدواء بدائل قريبة منه في التأثير والفائدة فإنّ من يملك ثمن الدواء الآخر (إذا كان من بلدٍ لا نقاطعه) ويستطيع دفع ثمنه بلا مشقّة كبيرةٍ تلحق به فلا يجوز له أن يشتري الدواء الفرنسيّ بل يجب عليه أن يشتري الدواء الذي صنعه بلدٌ لا نقاطعه.

وأمّا من كان لا يملك ثمن الدواء الآخر؛ وكان مرضُهُ يزداد أو يخرجه عن حدّ الاحتمال؛ فيجوز له أن يشتري الدواء الفرنسيّ في مثل هذه الصورة، مع الثبات على المقاطعة في غيره من المنتجات بشكل كامل.

والله أعلم.


التعليقات