من آداب الفيس بوك

 

 

 

إنّ الفيس بوك عالمٌ جديد دخل إلى حياتنا ومرّ على صفحات عيوننا لنطّلع على تفاصيل بعضنا ، وأسْلمنا لأناملنا لنبعث ونُعرّفَ من خلاله على أنفسنا بقصدٍ أم بغير قصد !!!!

وإنّ الكلمةَ المكتوبةَ تختلف في وقعها على الآخرين عن الكلمةِ التي نقولها بشفاهنا .... بمعنى : إنّ عبارة ( أنت لم تفهم ما قلته لك ) عبارةٌ قد نكتبها على الفيس بوك !!! وهي عبارةٌ غير جارحه عندما نقولها بشفاهنا لمن يحاورنا إذا كانت في سياق حديث مُنضبطٍ بأدَب الحوار .. ولكن عندما نكتبها كتابةً فهي تحمل معنىً جارحاً !!!!! ومن الواجب صياغتها على الشكل التالي ( يبدو لي أن المعنى الذي أردْته لم يصلك على الوجه الصحيح ) .... بهذه العباره يسير الحوار على صراط الأدب المرجو في التواصل المكتوب ... !!!

قد يكون الأمرُ شاقّاً على البعض وقد يؤدّي إلى ازدياد عدد سطور الحوار ولكنه هو المنهج السليم لحوارٍ على رؤوس الأشهاد .. وهو المنهج الذي يسير بالحوار على بساط الود فنحن في الفيس بوك جميعنا في مكان عام وفي اجتماعٍ لا يختلف عن اجتماعاتنا العامّة الرسميّه إلاّ بأن عدد الأفراد المجتمعين يفوق أيّ عدد نجتمع به في الأماكن العامّه .. أو بمعنى أصح نحن نتحاور على المايكروفونات في احتفالٍ كبير !!!!!

إذا احتجّ البعض بأنّ هذا الكلام فيه مبالغه ... أقول : إنّ الإجتماعات الرسميّة العامّه لها شروطها في الملبس والسلوك والمخاطبه ... هل نلبس في الإجتماعات العامه ما نلبسه في مجالسنا في بيوتنا ؟! هل نتحدث على المايكروفون في المجالس العامّةِ بنفس العبارات التي نتحدّث بها في جلساتنا الودّيه ؟! هل نتحرّك ونجلس ونقابل الناس في مجالسنا العامّه كما نفعل في بيوتنا ومع الخاصّةِ من معارفنا ؟!

لا شك أنّ الأمر مختلف !!! ولا عُذرَ إلاّ لمن يجهل هذا الفرق ... ويسقط العذر بعد المعرفه ... ومَن لا يملك القدره فمع التدريب والصبر وتحمّله لردود الأفعال الغير راضيه عن مشاركاته والرغبة في الإرتقاء نصل جميعاً إلى المنهج الأمثل في التعامل مع هذه الوسيلة الحضاريّة الجديده ...

قد يكون هناك رخصّه لبعض العبارات في بعض المواقف الغير جاده .. ولكن في الحوارات الفكريّةِ فلا أرى أن الرخصّة ممنوحةً لأحدٍ منّا

 

أنصحُ نفسي وكلّ من دخل هذا العالم الجديد أن نُدقّق بكل كلمةٍ نكتبها قبل أن نوافق على خروجها إلى فضاء الآخرين ... حفاظاً علينا وعليهم وقبل هذا وذاك أن نراقب الله فيما نكتب ... وأن نكون رجّاعين للحق إذا لم يحالفنا التوفيق في بعض ما نكتب

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين