مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 234)

  ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]

 

السؤال الأول:

ما الفرق من الناحية البيانية في ذكر الفاء ﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ في آية البقرة 274 وحذفها ﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ في آية البقرة 262؟ وما الفرق بين الفاء والواو العاطفتين في بعض آيات القرآن مثل هاتين الآيتين ؟

 الجواب:

انظر الجواب في آية البقرة 262.

السؤال الثاني:

قوله تعالى في الآية ﴿ يُنْفِقُونَ فلماذا يستعمل القرآن الصيغة الفعلية في الإنفاق ؟

الجواب:

استعمل القرآن الفعل ( أنفق ) و ( ينفق ) بصيغه المختلفة حوالي 70 مرة جميعها بالصيغة الفعلية؛ لأنّ الإنفاق أمر يتكرر ويتجدد ويحدث باستمرار، ولأنّ الفعل يدل على التجدد والحدوث .

2 ـ ولم ترد بالصورة الاسمية إلا في آية واحدة في آل عمران17 في قوله تعالى: ﴿ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ   [آل عمران:17] وهو في سياق أوصاف المؤمنين الدالة على الثبات .

السؤال الثالث:

ما دلالات هذه الآية ؟

الجواب:

  ذكرت هذه الآية أنّ المنفقين أموالهم طاعة لله وطلباً لمرضاته ، أعدّ الله لهم أجراً عظيماً يوم القيامة ، فهم لا يخافون إذا خاف المقصّرون ، ولا يحزنون إذا حزن المفرطون ، ففازوا بالثواب الجزيل ونجوا من العذاب الوبيل .

2 ـ في الآية قدّم نفقة الليل على نفقة النهار ، إشارة إلى أنّ صدقة السر أفضل من صدقة العلانية .

3 ـ في الآية فن المقابلة ، فقد تكرر الطباق بين الليل والنهار ، وبين السر والعلانية .

4 ـ هذه الآية تمثل  تمام الأربع عشرة آية المتتابعة التي تتحدث عن النفقة  ، من قوله تعالى : ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261] . والله أعلم .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين