مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 237)

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277]

 

السؤال الأول:

ما أهم الدلالات في الآية ؟

الجواب:

عطَفَ عمل الصالحات على الإيمان.

استعمل كلمة ﴿أَجۡرُهُمۡ ليدل على أنه لا يوجد مخلوق يملك سلعة إنما كلنا مستأجرون.

فالمخ والعقل مخلوقان من الله ونشغلهما في المادة المخلوقة لله، ولذلك ليس للإنسان إلا عمله وبالتالي أجره، وهذا الأجر هو عند ربه الذي لا يضيِّع له شيئاً، وقوله: ﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ أقوى من قوله (على ربهم أجرهم)؛ لأنّ الأول يجري مجرى إذا باع بالنقد، وذاك النقد جاهز متى شاء البائع أخذه، وأمّا الثاني فيجري مجرى ما إذا باع بالنسيئة في الذمة، ولا شك أنّ الأول أقوى.

قول الحق: ﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ  أي: لا من أنفسهم على أنفسهم ولا من أحبابهم عليهم، وكذلك لا خوف عليهم فيما يستقبلهم من أحوال القيامة.

قول الحق: ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ؛ لأنّ أي شيء فاتهم من الخير سيجدونه محضراً أمامهم فلا يحزنون على ما تركوه وراءهم في الدنيا.

في هذه الآية بيّن اللهُ الوجهَ المقابلَ للربا ، ومقتضاه الإيمان بالله واليوم الآخر ، وأداء الصلاة ، وإخراج الزكاة ، فإنّ المتصفين بهذه الصفات الأربع لهم ثوابٌ عظيم ، ورزقٌ واسع ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . والله أعلم .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين