مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 239)

﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ [البقرة: 279]

السؤال الأول:

 قوله تعالى: ﴿ فَأْذَنُوا [البقرة:279] هل هناك أكثر من قراءة لهذه اللفظة ؟ وما دلالة هذه الآية ؟

الجواب:

 1 ـ قوله: ﴿ فَأْذَنُوا [البقرة:279] هناك قراءة ﴿فآذنوا؛ أي فاعلموا، وفي الآية مبالغة في التهديد.

2 ـ هذه الآية تهديد ووعيد شديد لا يوجد مثله في القرآن، هذه حرب أعلنها الله على الفرد والمجتمع الذي يُصرّ على التعامل بالربا، ولم يتبْ إلى الله منه، ولم ينزجرْ بموعظة الله ، فاستحق إعلان الحرب عليه .

3 ـ هذه الحرب لها صور متعددة: جوع وقلق وخوف ـ هزائم ـ انهيار الاقتصاد ـ حرمان السعادة وعدم الطمأنينة ـ الجدب والقحط ـ المقت والغضب من الله.

4 ـ لمّا نزلت هذه الآية كان هناك نوع من الربا بين بني ثقيف وبني المغيرة، فتنازلوا عن فوائدهم التي يتعاطونها ، واكتفوا برؤوس الأموال وحسب ، وقالوا : لا طاقة لنا في حرب الله ورسوله ، ومن الذي في استطاعته حرب الله ورسوله!! ؟

4 ـ قال ابن قيم الجوزية : المرابي محاربٌ لله ورسوله، قد آذنه الله بحربه، ولم يجئ هذا الوعيد في كبيرة سوى: الربا وقطع الطريق والسعي في الأرض بالفساد؛ فاحذر هذه الصفات.

5 ـ  قوله تعالى : ﴿ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ الدواوين التي تتحدث عن حقوق الفرد والناس ، تُغني عنها هذه الكلمات .

والله أعلم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين