من صفاتِ المجاهدين المُتَّقينَ

 

 

طلَبُ العُلوِّ والفسادِ في الأرضِ صفتان ذَميمتانِ لا يُمكِنُ أن تكونا من صفاتِ المجاهدين المُتَّقينَ الذين يُريدونَ اللهَ والدارَ الآخِرَة. 

قالَ اللهُ تعالى:{ تلكَ الدارُ الآخرةُ نجعلُها للذينَ لا يُريدونَ علوًّا في الأرضِ ولا فساداً والعاقبةُ للمتٌّقين}

والناسُ على ذلك أربَعةُ أقسام: 

الأول: مَن جَمَعَ بينَ طلَبِ العلوّ والفَسادِ وهو شرُّ الأربعَةِ، وفيه شبَهٌ من فرعونَ الذي قالَ اللهُ عنه: { علا في الأرض... إنَّهُ كان من المُفسدين}.

الثاني: مَن طلَبَ العُلوَّ والشرَفَ دونَ قصْدِ الفَسادِ، كحالِ زُعَماءِ السوءِ ووجَهائهم، لا سيما من يطلُبُ الدنيا بالدين!! 

الثالث: مَن طلَبَ الفسادَ والشهواتِ دونَ العُلوِّ كشأنِ سائرِ أصحابِ المعاصي من الفَسَقَة. 

ولِجميعِ هؤلاءِ من الخُذلانِ والإبعادِ نصيبٌ بحسْبِ تفاوتِ درَجاتِهم في الشرِّ. 

وأمّا الفئةُ الوحيدةُ المَرضيَّةُ عندَ اللهِ تعالى فهي فئَةُ أهلُ التقوى الذين يستَحقُّون وِراثةَ الدارِ الآخرةِ وهي الثمرَةُ الكُبرى، ثمَّ وراثةِ الأرضِ وعُمرانِها وهي الثَّمَرَةُ الدنيا، وهؤلاءِ هم الصنفُ الرابع المَحمود. 

إنَّهم لا يُريدون "علوًا" في الأرضِ ولا "فسادًا".

فهم متواضعون مُخبِتون عندَ قوَّتِهم وانتصارهم، لا يَظلِمونَ الناسَ ولا يبغونَ عليهم. 

وهم صالِحونَ مُصلِحونَ لا يتَّبِعونَ أهواءَهم بل هم وقّافونَ عندَ حُدودِ اللهِ، طَهُرَتْ قُلوبُهم، وصلُحَتْ نيَّاتهم، وعفَّتْ جوارِحُهُم، وسَلِمَتْ من سَفكِ الدمِ الحَرامِ سيوفُهُم.

 

أيُّها المُجاهِدُ.. صنِّفْ نفسَك.                               

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين