نحن والسبق الحضاري العالمي

 

 

إن الله أحيا المسلمين على  هذه الأرض كما أحيا غيرهم من الأمم ، وإذا  كان  قد  اختص  المسلمين  بوحي سماوي جليل القدر ، بعيد الأثر ، فهو لم يختصهم بمعرفة أرضية  ترجح كفتهم على سواهم .

 

وعليهم أن يعانوا   في ذلك  ما يعاني غيرهم ، وأن ينتفعوا بتجاربه.

 

وكل تفريط في هذا الميدان معناه أولا:

 انخفاض مستواهم الفكري والمادي ، ومعناه آخرا :

قصور الوسائل التي تنجح  رسالتهم ،وتحقق غايتهم.

 

وعندما ينضم إلى هذا العجز ، عوج في فهم  الدين نفسه ، واسترخاء في إجابة عزائمه  فهنا الطامة.

 

إن للإحسان جزاءين  ،أحدهما آجل في الدار الآخرة  ....والآخر  عاجل تلقاه الأمم في حاضرها  وتبلوه عيانا.

قال  جل شأنه:

 

(   للذين آحسنوا الحسنى   وزيادة  ولا يرهق وجوهههم قتر  ولا ذلة   أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون )يونس 26

 

وقال جل شأنه:

( إن أحسنتم  أحسنتم لأنفسكم  وإن أسأتم فلها) الإسراء 70

وقال:

 هل جزاء  الإحسان إلا الإحسان) الرحمن 60.

 

.....والإحسان: عمل ما  من الأ عمال المعتادة  صورة واحدة يعرفها  المؤمن والكافر على سواء، إذ أساس الإحسان  في هذه الأعمال إيقاعها  وفق القوانين  المقررة لها في دنيا الناس.

 

..والمسلم من الناحية الدينية  لا يسمى محسنا الا اذا استجمع  الكمال الحسي فيما أدى من عمل ،والصفاء النفسي -أعني قصد الله - فيه....*

 

محمد الغزالي    

"الجانب  العاطفي  من الإسلام "

 

اختيار

د.محمد بشير حداد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين