نداء إلى الشعوب الإسلامية

أكثر من مئة يوم على المجازر البشعة في حق أهلنا في غزة، والشعوب الإسلامية لا تصنع شيئا سوى الدعاء، بل سمعت بعضا من الأئمة في خطب المساجد يقول اللهم إنا لا نملك لهم إلا الدعاء، وهذا من أعجب العجب، بل هو من أغرب العجز الذي توصف به الشعوب.

وفي اعتقادي أن الشعوب تملك الكثير مما تصنعه:

1-        فكل شيء تصنعه الدول العربية والإسلامية تحت وطأة الضغط الاستعماري سواء بما يسمى المهرجانات الرياضية أو المهرجانات الغنائية أو كل ما يخالف الشرع، على الشعوب من أنفسها إعلان المقاطعة التامة لهذه الأمور فإنها إن حصلت تلك المقاطعة لن تفكر الحكومات بعمل هذه الأعمال التي لا تتم في مصالح الشعوب، والتي ستسعى الدول الاستعمارية إلى دعمها حتى تبقى ولو بخسارة، لأن هذه الأعمال تسهم في تغيير السلوكيات الشعبية والتمسك بالدين والقيم، وهذا مما تسعى له تلك الدول الجائرة، فلتقم تلك الشعوب بعمل مثل هذا العمل الذي يعفيها من المساءلة أمام الله، والحفاظ على أبنائها.

2-        لنبدأ ثانيا بالأحزاب والهيئات العامة والنقابات حتى نصل إلى عامة الشعوب، فيمكنهم أن يعطلوا كل ما يتعلق بالحياة من التوقف عن العمل وتوقيف السيارات والمصانع والشركات وكل مرافق الحياة، ويقاطعوا البيع والشراء إلا في أضر الضروريات، ليكون الضغط الشعبي عارما في كل الدول الإسلامية، حتى تفيق الحكومات وتنصاع للشعوب من أجل إنقاذ أهلنا في غزة، وبدون هذا ستستمر المذابح، وستبقى الشعوب عجزة تبكي أو تتجاهل البكاء بين الحين والآخر، حتى يأخذ العدو الصهيوني كل ما يريد، وبعد ذلك سيكون أخذ درسا بالغا في أنه يمكن أن يستفرد بكل بلد عربي وإسلامي على حدة ولا يجد إلا الصراخ والعويل مما يسمى بالرأي العام العالمي، ونحن اليوم أمام عالم قذر استحكمت فيه قوى الشر التي لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية، ولا تحترم إلا القوي الذي يدافع عن وطنه ويحرسه.

3-        لقد عمل المستعمر في الدول العربية ما لم يعمله في الدول غير العربية الضعيفة وذلك بالسعي الحثيث والجاد على ترويض الشعوب وجعلها تدافع عن السياسات الاستعمارية على أنها من الحرص على الوطن، وعمل على تذويب الدين والأخلاق والقيم باسم التطور والحرية والانفتاح، وقد آن للشعوب أن تدرك الفخ الذي وقعت فيه وتعمل على تحطيمه.

4-        ألا إنه آن للشعوب أن تدرك أنها ليست عاجزة عن تحصيل ما تريد إذا وضعت أحكام الله بين أعينها وأدركت أنها ببقائها على ما هي عليه، لا تحقق إلا أغراض المستعمرين الأعداء ولا تخدم وطنا ولا شعبا.

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين