نور الدين زنكي

     جاء بعد عماد الدين زنكي ابنه: نور الدين محمود زنكي (ت: 569 ه)، الذي جعل من عمر بن عبد العزيز قدوةً له في بناء دولة إسلامية، سار نور الدين على القواعد التي وضعها أبوه: عماد الدين زنكي؛ لتطهير البلاد من الباطنيين، ومن ثَم الصليبيين، وكانت خطة آل زنكي في ذلك: توحيد جبهة المسلمين الداخلية، وتطهيرها من الباطنية في الشام ومصر والجزيرة، فعَمِل نور الدين على بناء المدارس، وإصلاح الأراضي الزراعية، ووضع النُّظم العسكرية، فكان يبني الأمة بناءً عظيمًا ليصل إلى توحيد البلاد الإسلامية فيما بعد، وتطويق الصليبيين في القدس، بل وفي الساحل الشامي كُلِّه، ولقد أثمرت جهود نور الدين في بلاد الشام كلها؛ فتوحَّدتْ بلاد الشام على يديه بعد أن دخل دمشق، عام: (549 ه)، وتطهرتْ بلاد الشام على يديه من الباطنية، وبعدها توجَّه نور الدين إلى مِصر، وأرسل إليها عدة حملات عسكرية، حتى استطاع دخولها، بقيادة أسد الدين شيركوه، الذي لم تدم ولايته عليها طويلًا، حيث عاجلته المنية بعد شهرين وخمسة أيام، ليخلفه عليها ابن أخيه: صلاح الدين الأيوبي.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين