هّلا عملتَ بوصيته صلى الله عليه وسلم

زوجي الحبيب

 

‎ما أحسب أنك لم تقرأ حديثه صلى الله عليه وسلم 

‎ الذي يوصي فيه الرجال بنا نحن النساء وذلك في خطابه لهم :( استوصوا بالنساء خيراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً ) متفق عليه .?

وكم أتمنى لو تعمل بهذه الوصية النبوية التي تدعوك إلى احتمال ما فيَّ من عوج نسوي فلا تحاول تغييره لأنك لن تنجح في ذلك ، مهما حاولت ، ومهما بذلت من جهد وقوة ، وستخرج إن أصررتَ على محاولة التغيير ، بإحدى نتيجتين : إما كسر الضلع ، وهو الطلاق كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم 

‎ في رواية أخرى للحديث ، وإما بقاء الضلع أعوج ، أي إخفاقك في عملية التغيير ، مع خسارة المودة والألفة بيني وبينك نتيجة هذه المحاولة .?

واسمح لي أن أنقل إليك نصيحة للرجل تضمنها حديثه صلى الله عليه وسلم  :

‎ وهي أن يكسب زوجته بدلاً من أن يغيرها ، فقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم  

 حديثه بـ ( استوصوا بالنساء خيراً ) وختمه بـ ( فاستوصوا بالنساء خيـراً ) ، وهذه الوصية توجِّهك إلى الرضا بهذه الطبيعة التي تشترك فيها النساء ، والصبر عليها ، والتعايش معها ، بدلاً من المحاولة الفاشلة في تغييرها .?

ولعل من هذه الطبيعة ما تشتكيه فيَّ من كثرة بكائي ، فهذا البكاء من آثار هذه العاطفة القوية فينا معاشر النساء ، هذه العاطفة التي تجعلنا نبكي لأسباب تافهة في نظر كثير من الرجال .?وكذلك كثرة كلامي ، وأن لساني ( لا يدخل في حلقي ) كما تردد دائماً ، فليس هذا إلا من عوج الضلع الذي خُلقنا منه ؛ فاعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم   وزد من صبرك علي ، واحتمالك كثرة كلامي التي أثبتت الدراسات العلمية أن النساء أكثر كلاماً من الرجال ، وما أنا إلا واحدة من هؤلاء النساء .?

أصلحني الله لك ، وأصلحك لي ، وأصلح ما بيننا ، وأعان كلاً منا على فهم طبيعة الآخر لينجح في كسب قلبه .

‎زوجتك المحبة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين