هل رفع الحرج في شريعة الإسلام أصل مغيّب ؟! -1-

 

[كشف أباطيل وأوهام]

(1)

ما بدا لي عند قراءتي لما كتبه الرجل، وأعوذ بالله أن نكون ممن تناولهم الحديث: -عن مرداس الأسلمي قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "يذهب الصالحون، الأول فالأول، وتبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة" - رواه البخاري

- بضاعة الرجل مزجاة بحق، حيث امتلأ خياله بمسائل، رصها تحت هاجس استعمر ذاته، هو كيف الخروج بسلامة من هيمنة الأحكام الشرعية بما لا يجرم به فكريا، فأتى بطِرح لم يتم منه إلا نطفته، وإذا أردت الدقة فهو شبيه " بطفرة " دارون القاتلة التي ساقها حلقة في سلسلة جهوده ليلحق الإنسان بغير أصله الصحيح، وليخرج للناس تصورا مقنعا !

- ما سوّد الرجل به صفحته دون براية قلم أصولي شارك في بحث " رفع الحرج " عن الأمة، فجاء صرحا شامخا جلى عظمة التشريع، ومواءمته للمكلفين في كل الأحوال، والحقيقة أنه من الظلم للمسودات على هذه الشاكلة ما فعل الرجل ان يطلق عليها حرف من كلمة " البحث " ويكفي دليلا سريعا، وسيأتي دليله، أنه عنون برفع الحرج، واعتبره أصلا، لا استثناء، وخلاصة ما كتبه أنه عمل جاهدا " ليرفع الدين " من الحياة، ولكن تحت خمار " افعل ولا حرج " فعمَّم تعميماً يضارع متحللاً من أحكام الشريعة، مع تبني مبدأ " التقية "

[أدوات لا بدَّ منها لمن يكتب في علوم الشريعة]

- لا يملك الرجل مؤهلات الخوض في مثل ما خاض فيه، فكان الغرق من نصيبه مع مطالع كلماته، وقد فقد الرجل اللغة، وفقه النص، ومدارك أبعاده، وجهل قواعد الاستنباط، فخلط في كلامه تخليطا يدريه من له أدنى معرفة بمقاصد الشريعة، وضوابط الاستنباط من نصوصها. 

[متى يجب الرد على الشبهات؟]

ولولا ما قيل: "إن لكل ساقطة في الحي لاقطة" لما جاز أن ينفق حرف للرد، ولا نفس في مجرد التفكير بما طرح فيه، بله الرد عليه ! 

- ولولا أن لكل ساقطة لاقطة وخوفاً أن تصغي إليه أفئدة ضعيفة، ما كنت تستحق النظر في كلامك الذي كله جهل.

- وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم- لأصحابه لما قال أبو سفيان يوم أحد: أفيكم محمد؟ أفيكم أبو بكر؟ أفيكم ابن الخطاب؟ " لا تجيبوه " تهاوناً بشأنه، فلما قالَ: اعلُ هُبل، قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-: " قولوا: الله أعلى وأجل" ولما قال: لنا العزّى، ولا عُزَّى لكم ! قال لهم: " قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" على سنة البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال.

- فالرجل يُنادى على قائله بأنَّه في وادٍ، والسُّنةَ وأهلَها وواقع الأمة، وما تحتاج إليه في وادٍ آخر، بل، وبكل ثقة، وبعد قراءة ما كتب، يقال: إن الرجل يخوض بحرا لا يحسن السباحة فيه، وقد دخل فيه مع فقر شديد في أوليات الكلام، من لغة، وأصول، ونصوص، وقواعد استنباط، ومقاصد شرعية، بل لم يعرف علة الأمة، ولا دواؤها، ولذلك أتى بالغارقات!

- وفي الأمثال: " لكل ساقطة لاقطة " فلكل كلمة بدرت، وسقطت من فم الناطق نفس تسمعها فتلقُطُها فتذيعها، وقد قال الشاعر في هذا المعنى:

لكل ساقطةٍ في الحي لاقطة... وكلّ كاسدةٍ يوماً لها سوق

- ولو قبل الرجل النصيحة، ولو كان صادقا في حرصه على لحاق الأمة بركب العلم، وكف من التفكير في إلغاء الأحكام لتحقيق هذا اللحاق، لبذل الجهد في نقل ما به تفوق الغرب، وهو علوم الكون، وبحث في المعيقات دونها، وودع الدعوة إلى أكل لحم الخنزير، وشرب الخمرة، بناء أنه "لا حرج" فليست الأمة متأخرة في المنهج الشامل، ولا الخلق الإنساني، ولا السلوك الرباني، ولكن سُبقت بعلوم كونية، قام بها القوم، وقعدنا عنها!

[مجرى الحياة العام ليس فيها إكراه]

- وهنا أعرج على بعض الطامات التي سوَّد بها الرجل وجه الورق، وأكأب وجه الصواب، فأكشف عن مئة عورة فكرية، وعورة!

- أحكام الشريعة جرت على أنَّ مجرى الحياة ليس فيها إكراه، ولا اضطرار، ثم نصت على ما يكون من أحكام حال هذين العارضين الرئيسين، وما كان من أحكام دونهما فهي مبرأة من الحرج عموما، فالجهاد، وإقامة الصلوات على وقتها، والصيام في شهر رمضان، والسعي إلى فريضة الحج مع ملك الاستطاعة، وإخراج الزكاة من النصاب حال حولان الحول عليه، كلها تكاليف قدر الوسع، وإن بعضها أشد من بعض !

[القياس مع الفارق الكبير]

- الرجل المتطاول هنا قاس قياسا لم يسبق إليه، حقق به فتحا فكريا نفيسا، حيث جعل العوارض التي راعتها الشريعة بأحكام سأبينها - من حال سفر، وضعف في البدن -  أصلا يعمل به مع انعدام هذه العوارض، هبلا منه أن العارض نزل به حكم رفع به الحرج، فلتكن كل الأحكام الشرعية الموسومة برفع الحرج على نفس الشاكلة، ولعمر الحق إنه قد جاء بما يجدد قياس البيض على الباذنجان!

[بعض النصوص التي فيها مغالطات واضحة!]

وقبل أن أتناول فقرات كلامه، أسوق - دون استقصاء- بعض النصوص التي لم يفهم منها حرفا، أو لم يرد أن يفهمها، وتبين أن الأحكام تجري على أنه لا عارض من إكراه، أو مرض، أو سفر!

- ما يتعلق بالصلاة الأصل الإتمام على قررته النصوص، والمحافظة على الأوقات المحددة بالنصوص: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}.

-  والتيمم مع فقد الماء، لا مع وجوده، والأحكام التفصيلية التي يجهلها الرجل تبين أحوال ذلك، فهل يرى " الفقيه " !!!! أن الوضوء من الحرج الذي يدعو لرفعه عن الأمة حتى تلحق بالعالم الذي يغزو الفضاء، أيسر من العمل على التحصيل العلمي الصادق إذا كان التقدم بهذا السبيل: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ}.

- ثم يأتي العارض من مرض، أو سفر، ويأتي معه ما يرفع الحرج: " عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَ بِي الْبَاسورُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الصَّلَاةِ. فَقَالَ: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَجَالِسًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ".والرجل يرى أن يلحق كل الأمة بمن به البواسير!!

- وفي السفر، وصلاة الخوف يأتي التخفيف ليرفع الحرج: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}.

- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأَوْجَبَ الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا " وَاتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْفَرْضَ عَلَى مِنْ أَطَاقَ الْقِيَامَ فِي الْمَكْتُوبَةِ أَنْ يُصَلِّيَ قَائِمًا لَا يُجْزِئُهُ غَيْرُ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَعْجَزَ عَنِ الْقِيَامِ، فَإِذَا عَجَزَ عَنِ الْقِيَامِ صَلَّى قَاعِدًا "

- فَأَمَّا التَّطَوُّعُ فَإِنَّ الْأَخْبَارَ جَاءَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ قَائِمًا إِلَى أَنْ أَسَنَّ وَثَقُلَ، فَكَانَ بَعْدُ يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي ذَكَرْت فِي الْأَخْبَارِ، وَجَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "

[الأجر في التكليف على قدر المشقة، والضرورة تقدر بقدرها]

- دلَّ النصُّ على أنَّ من التكاليف ما يمس القائم بها ألم، ويعالج النص ذلك، لا عن طريق " إلغاء " التكليف، كما يصبو إليه الرجل، بل ببيان أن لهذا التكليف ثوابا يتفق مع المشقة: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} 

- في نازلة الجوع، وفقد الحلال من الطعام، تظهر الضرورة التي تقدر بقدرها، والتي يزول ما جاء بها من حكم بزوالها: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}

- وقال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} ثم قال في الآية نفسها {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ}

- وقال: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ}

- وقال: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

- ويأتي التحذير الخطير لمن تسول له نفسه أن يحلل، أو يحرم بهواه: 

- يقول فيه:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}

[تعس عبد الدينار والدرهم]

- هنا نتنفس خارج هذا المسار ليقال لأمثال الرجل، قد دعا النص على عبد الدينار، وعبد الهوى، وطلب الشهرة ولو على حساب مصارمة أحكام الشريعة، وزعم الإتيان بمنقذ لما هو من البلاء الحال بالأمة، وكم أبعد في تحديد الدواء لهذا البلاء، بل لو أدرك البلاء لوصل إلى تحديد الدواء الناجع، وما أخطر الطبيب الذي لا يصيب بالتشخيص، ولا بتحديد الدواء على المرضى 

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ "

- عن أبي هريرة عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: " تَعِسَ  عبد الدينارِ، وعبد الدرْهَمِ، وعبد الخَمِيصةِ، إنْ أعطِيَ رضِيَ، وإنْ لَمْ يعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتَقَشَ، طوبى لعبدٍ آخِذٍ بعِنانِ فرسِهِ في سبيلِ اللهِ، أشْعَثَ رأسه، مغبرةٍ قدماه، إنْ كان في الحِراسةِ كانَ في الحِراسَةِ، وانْ كانَ في الساقةِ كانَ في الساقَةِ، إنِ استأذَنَ لمْ يؤذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لم يُشَفعْ ".

- ما الذي يقوله النص الذي قرر فريضة الصيام؟ قد أكد فرض الصيام بحلول هلال الشهر، ثم عطف عليه ما يتصل بالعارض من مرض، أو سفر، فهل يرى الرجل أن الصيام دون عارض من الحرج الذي يستبسل لرفعه، إذ يرى أن الأصل رفع الحرج دون التفات إلى ما يوقع فيه من عوارض: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.

- قد ربط النص بين فرض الحج والاستطاعة التي يملكها المسلم، فيرى الكاتب، أن الحج مع ملك الاستطاعة حرج يستدعى فقها عصريا مدخنا يلغي الحج ليرفع بإلغائه الحرج الذي هو من الأصول لهذه الشريعة، لا من العوارض:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }

- ليس في تبليغ دين الله على الوجه الذي أنزل عليه حرج: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

- فرض الجهاد لحماية الأمَّة ليس فيه حرج على ما قررته النصوص، {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}.

- عفا النص من لا يقدر على القتال، وهو من باب رفع الحرج عنهم: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ}.

- حيث لا يقدرون على القتال فلا يعفون من النصح الذي جاء نصا: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}

[التتمة في الحلقة الثانية]

***  ***  ***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين