هل رفع الحرج في شريعة الإسلام أصل مغيّب ؟! -2-

 

[كشف أباطيل وأوهام]

(2)

 

- تفنيد المقال فقرة فقرة:

* قال: الكثيرون يعتبرونه استثناء وليس أصلا!

- " الجميع " وليس كما قال " الكثيرون " ومع ذلك شذ عن الكثيرين، لأنه يرغب بالتفرد.

والحقيقة: أنَّه أصل أصيل في دين الله!

- وحده الذي اهتدى للحقيقة، وتميز بالمعرفة.

* وأنَّ استخدامه لا يقتضي نصا!!

- لم يأتِ بدليل على ما زعم، لأنَّ قوله يحتاج إلى دليل، فالقول ما قال!.

* فالحرج بحد ذاته نصٌ!

- لم يُسبق الرجل إلى هذا!

* يقتضي تجاوزه بأي وسيلة كانت!

- تجاوز الحرج برأيه هو نسخ الحكم من أصله، أو القيام به بحسب ما يتيسر، علما أنَّ الحرج أصل في كل الأحكام.

* دلَّ على ذلك كونه جزءا أصيلا !!

- ما المشار إليه بقوله: ذلك؟ هل الحرج هو الجزء، أو تجاوزه هو الجزء.

* {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}

رأى الرجل أنَّ رفع الحرج هو الملة، وليست الملة هي المنهج الذي آتاه الله الخليل، وهو الذي اتصف بخلوصه من الحرج، والمنهج هو التكاليف التي استقرَّت، وهي باستقرارها لا حرج فيها.

* فرفع الحرج في التخفيف أو الإلغاء للتشريع،،،، إلى أن يزول ذلك الحرج!!

- أي فهم عبقري هذا الفهم الذي يظهر خبله حين تكون الشريعة كلها حرج في رأي الرجل كما يصرح بذلك.

* لا حرج في دين الله - إن أكرهت - ان تكفر بالله!!

- لا يحتاج التعبير هنا بالإكراه الذي أباح الكفر، ولو مرات، إلى تقييد، لأن الدين لا حرج فيه!

* فمقصود الله هو أنت لا الفعل ذاته!!

- من أين لك هذا المقصد: هل ذات الإنسان هي المقصودة، ولو كان أبا جهل.

* وافعل فقط ما تستطيع!!

- العبارة سائغة، ولكنها لغم يفجر به الرجل كثيراً من الأحكام، بناء على أن ميزان الاستطاعة متأرجح ليس له ضابط.

* {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} فلا حرج !!

- ما الذي أراد الرجل بقوله "فلا حرج" هنا، بعد الآية التي بينت أن ما كلفنا به هو ضمن الطاقة بعامَّة، ولو فقد إنسان ما الطاقة التي تعلق بها التكليف خُفِّف عنه من التكليف ليتناسب مع ما معه من طاقة.

* فقاعداً او راكبا!!

- ليس "راكبا" من الصور التي حشرها الرجل هنا بين الصور لمن فقد القدرة على الإتيان الصلاة على وجهها، و أظن أنَّ الرجل قد بالغ في الجهل حتى رأى الركوب، لا القيام، يقابل القعود، ثم أليس ما يورده الرجل يورده لورود النص به، أم أنه يأتي به على أساس أنَّ رفع الحرج لا يحتاج إلى نص؟

* فقط افعل و" لا حرج" !!

لو بيَّن لنا فقيه " القرن " مُراده بإطلاق " افعل "

* وفي الخوف صلٌها ركعة !!

- أيقصد قصر الثنائية، كالصبح، إلى ركعة، يا حسرة على الفقه مما ينزله به الرجل من تحطيم.

* فإن تعذر!!

- هلا بيَّن الرجل متى يتعذر استقبال القِبْلَة؟ ولِمَ أتى بالنص الذي ساقه دليلا على أنَّ كل اتجاه يصلح للمسلم أن يتجه إليه؟!.

* { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}!!

- النص ورد بعد رخصة الإفطار للمريض، أو المسافر، وقد أوهم بإيراده أن الأصل التخفف من الأحكام تطبيقا برأيه لكون الشريعة لا حرج فيها.

* ولو في حده الأدنى حين تَعذُّر إتمامه لأي ظرف !!

- هذه عبارات رواد المقاهي يطلقونها بعد سحب نفس مشبع بالدخان ! وإلا فما معنى " لأي ظرف " ؟

* لا حرج إن كنت صائما فأفطرت ظنا منك أن الشمس قد غربت!!

- ألا يعارض هنا قوله تعالى: { ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} أم أنك لا تبالي بالمعارضة لأنك مع ما تقرر مما في رأسك بلا نص.

* أو كنت مفطرا فحان الوقت ولم تدرِ....... لا حرج!!

- تحتاج إلى عباقرة لفهمها

* كنت صائما فأكلت ناسيا.... أكمل صيامك لا حرج!!

- هذا مقرر في كتب الفقه.

* إن لم يكن لك استطاعة أن تحج بيت الله !!

- الشرع لم يكلف بالحج من لا استطاعة له إليه.

* إن أضررت بغير قصد ولا إرادة اعتداء على أمر الله، فأكلت لحم خنزير، أو ميتة، أو حتى شربت خمرا أو!!

- يريد" اضطررت " أي: حال الضرورة، وإن كان جاهلا بمقدار الضرورة المجيزة، لأنَّه لا صلة له إلا بنفسه غير المؤهَّلة، وهي عبارة ركيكة مهلهلة، مُتناقضة، إذ كيف يكون الإقدام على محظور لدفع ضرر، لا يرفع إلا بارتكابه، دون قصد ؟!

* ولعل إتمام النعمة يكمن في رفع الحرج نهائيا عنك، لتستمر في تقدمك !!

- أيقصد بقوله " نهائيا " أن يترك العمل بما لزمه دون عارض مرخص ؟.

* الحرج الاجتماعي العرفي عن الناس أيا كان!!

- جملة لا علاقة لها بتحديد المفاهيم، ومعناها عائم غائم، تصلح لأسلوب الجريدة اليومي.

* إن لم يكن لك من الأمر شيء فلا حرج ان تطوف لله في بيته تملؤه أصنام لغيره!!

* " افعل ولا حرج "، النص الذي يبقى في أذهاننا من قول رسول الله في حجة الوداع، لا ينافسه نص آخر!!

- غفل عن أنَّ مسائل الحج المقررة فقها ثابتة بالنص، ولكن تعميم ما قاله الرسول- عليه الصلاة والسلام- في جوابه  افعل ولا حرج " عن أسئلة الصحابة، لا يعني أن نكون بلا فعل، أو أن نفعل ما نشاء، ولو خالف نصا على ما قرَّر الرجل في مكان آخر، والصحابة كل ما فعلوه من تقديم فعل على آخر يدخل في دائرة التشريع لهذه  العبادة المليونية.

* " افعل ولا حرج "، نص برفع الأذى النفسي أو المعنوي أو المادي عن الفرد أو المجتمع أو الأمة للبقاء في ميدان الحياة لا تغادره اقتصاديا (لوجود الربا مثلا) !!

- أيريد أن رفع الحرج ويبيح للمسلم أن يتعامل بالربا، وإن لم يفعل ظلَّ في سجن الانغلاق الاقتصادي ؟.

* إنه أصل  لا يحتاج إلى نص، فالحرج بحد ذاته نص يستوجب الرفع!!

- يريد الرجل بتكرار هذا المعنى أنَّ رفع الحرج مُطلقا دون بصيرة بالحرج، وطريقة رفعه، هو كل الدين، ويوهم أنَّ ما ساق من صور رفع الحرج من صنع فكره، علما بأنَّ ما أصاب به من الصور، فهو مقرر في القرآن، أو السنة.

* وإلا فان تجميد "لا حرج" أو اعتباره استثناء هو دعوة لمزيد من الانزواء والتقوقع والتخلف عن ركب المجتمع والإنسانية والعالمية!!

- أتخلفنا سببه أننا لا نعتبر رفع الحرج أصلا على حسب ما فهم؟ ثم ما مراده بالتخلف عن الركب؟ وأي ركب يريد؟ وهل درى أن ما يصون الأمة عن الذوبان، واضمحلال الهوية، هو أننا أمة وقَّافة عند الحلال، ومجتنبة الحرام، مسألة يجوز ولا يجوز هو منظم سلوكها.

** افعل ولا حرج، دعوة لتغليب المصلحة على المفسدة، للفرد وللأمة والمجتمع، وإن خالف ذلك آية أو حديثا!!!

- كيف ينسب مبدأ افعل ولا حرج لِلبّ الشرع، ثم يقول: افعل ولا حرج، وإن خالفت آية أو حديثا؟ ثم هو يأتي بالكلمة المقبولة، كالمصلحة، ولكنه يملؤها بالمعنى الذي يريد، وإلا فليقل لنا: ما معنى المصلحة هنا؟ وما ضابطها؟

* جلب كل ما فيه مصلحة، و درء كل مفسدة،!!

- صحيح أنَّ الدين قد جاء لهذا، ولكن الرجل لا يدري المصلحة إلا بالتفلت من الأحكام، وتطليق عالم الفقهاء، ليحلو عبث مثله بها!

* رخصة بيد الفرد لاستعمالها اضطراريا دون الرجوع لرأيٍ أو عالِم او انتظار فتوى!

- كيف يعرفها الفرد إن لم يتلقها من مجالس العلماء، أم يريد أنَّه عرفها بالإلهام الذي حبي به الرجل؟

* ما لم يكن في أصل تشريعاتها رفع الحرج، إنها مضمون وصية رسول الله لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما أميرين إلى اليمن: " بشِّرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا "!!

- المشكلة أنَّ الرجل يأتي بالنص حيث يُصيب به، لكنه يعلق عليه، ويوظفه على ما يريد تمريره، بما يدل على سطحية هالكة!. 

* ولذا فحيثما " لا حرج " فثم دين الله، وحيثما الحرج فثم دين البشر.!!

- العبارة صحيحة، ولكن ما الذي يريده الرجل بقوله " وحيثما الحرج" أيريد كل فقه الفقهاء من هذا الضرب، لكنه لم يقوَ على التصريح، وفقهه هو المنسوب للدين؟

 

الحلقة  السابقة هـــــنا

تتمة المقالة في الحلقة الثالثة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين