هنيئاً لك أيها المؤمن بهذه الإضافات القدسية الشريفة وتجلياتها

 

الروح مضافة للحق سبحانه إضافة تشريف وتكريم حيث قال : (ونفخت فيه من روحي)، لذلك فهي تتعلق بكل ما هو مضاف لله سبحانه، وتحبه وتأنس به لأنها تلتقي معه في هذه الإضافة الشريفة الكريمة :

1- فالروح تأنس بالقرآن الكريم وآياته لأنه كلام الله أضافه لذاته الشريفة فقال : ( حتى يسمع كلام الله ) ، وقال : ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق ) ، لذلك فهي ترتشف من معين آيات الله : ( يتلون كتاب الله) .

2- وكذلك فالروح تحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله : ( محمد رسول الله ) ، وحبيب المحبوب حبيب، وتتبعه لتصل إلى محبة الله : (فاتبعوني يحببكم الله) .

3- وتترقى الروح بالصوم لأن الله تعالى أضافه لنفسه من سائر العبادات ، فقد جاء في الحديث القدسي : ( الصوم لي وأنا أجزي به ) .

4- وتتنور الروح بالصلاة لأنها موصلة لحضرة قرب الله تعالى وذكره كما قال تعالى : ( وأقم الصلاة لذكري ) .

5- وتتعلق ببيوت الله لأنها بالله تشرفت وتكرمت : (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) .

6- وتنشط الروح صبابة وشوقاً في طوافها بالبيت العتيق لأنه مضاف إليه : ( وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين ) . 

وفي كل هذه الأحوال تجد السير إليه تبتغي مرضاته ، وتنعم بالأنس به ، وترفل في لذائذ تجلياته ، بين استحضار معيته : (وهو معكم أينما كنتم) ، وبين استشعار قربه : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)، وبين الترقي لمعراج أقربيته : (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .

فهي بين الصبابة والذكر ، والحب والوصال ، والفرح والحبور :

بعـدتم ولم يبعد عن القلب حبكم***وغبتم وانتم في الفؤاد حضور

ومن العجائب أن الروح مع هذا النعيم ولذة القرب ، تحنُّ وتشتاق إلى اللقاء ، فتغرد قائلة :

ومن عجب أني أحنُّ اليهمُ ***وأسأل عنهم من لقيت وهم معي

وتطلبهم عيني وهم في سوادها ***ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين