سأل أحدهم فقال: اريد ان اشعر بروحانية تغمر فؤادي ، أريد أن اتذوق محبة الله والأُنس به .. فماذا أفعل ؟؟ !!!!
الجواب :
التربية الروحية عملية متكاملة الجوانب، والشعور بالارتقاء النفسي والإشراق الروحي مرتبط بنواحي متعددة، ولتحقيق هذا الرقي والوصول إلى هذه المنزلة من اللذة والأنس، ومعاني القرب والتحليق في معية الله فلابد من التأكيد على ما يلي:
1- ضبط الجوارح وفق ما يحبه الله من لسان وسمع وبصر، ويد ورجل، لأنها كلها تصب آثارها في القلب، فإن كانت على استقامة انطبع أثرها نورا في القلب، وإن كانت غير منضبطة أثرت ظلمة في القلب، وإلى ذلك الإشارة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ).
2- هناك عدة قضايا مرتطبة ارتباطاً وثيقاً بنسبة الإيمان في القلب، وتؤدي إلى زيادة منسوبيته أو نقصانه، وأختصرها في خمسة أمور:
أ- الحرص على اللقمة الحلال، لأنها تتحول لنور في القلب، والابتعاد عن تغذية الجسم بمال حرام أو شبهة ، لأنه يتحول لظلمة في القلب.
ب- الإكثار من الذكر ، بحيث ينظم لنفسه وردا ثابتا في الصباح والمساء لا يدعه على الإطلاق يروي به قلبه من معاني التجليات، وفيوض الرحمات ، ولا يكون فقط ذكراً صورياً باللسان، ولكن بقلب ينبض في خلجات من الحب والشوق، وفق آلية تقوم على التركيز والتخيل، وحضور القلب في حالة من الشهود، بحيث كأن في حضرة قدسية مع الله تعالى، في حالة شبيهة في إرسال واستقبال مع الله.
ت- التفكر وهذا يكون أولا في الذكر في استحضار معية الله (وهو معكم أينما كنتم) (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)، ثم استحضار القرب (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)، ثم استحضار الأقربية (ونحن أقرب إليه منكم)
مع التفكر في كل ليلة بالموت والشوق للقاء الله.
ث- الصحبة الصالحة ، التي ترشد المؤمن للخير ، وتحذره من الشر : (لا تصاحب إلا من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله).
ج- القراء النافعة ابتداء من القرآن الكريم بحيث يكون له ورد يومي ثابت، مع التدبر والتمعن، وكذلك مطالعة أحوال المحبين لله، وتراجم الصالحين الربانيين، والكتب التي تثير حرارة الإيمان مثل كتب الإمام الغزالي وابن القيم وغيرهما.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
ذات صلة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول