يا أبناء سورية الأحرار احذروا شيوخ الضلالة وأرباب الغواية

 

احذروا شيوخ الضلالة هؤلاء ، لا تغرنكم اسماؤهم ، ولا ألقابهم ، ولا أزياؤهم ، ولا شهاداتهم ، ولا مناصبهم وأوسمتهم ، ولا تاريخهم ، فقد ظل الراسخون في العلم يوصوننا ، ( إن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ). وقد أخبرنا سيدنا رسول الله عن آخر الزمان ( يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل )  احذروا هؤلاء الذين سقطوا في الفتنة ، بل أصبحوا من الحاملين للوائها ، دفعا عن الباطل والفساد والاستبداد والشر والجريمة والإثم ، وانحيازا إلى المبطل المفسد المستبد الشرير المجرم والآثم ، هم باعوا وكان المشتري طورا "بشار " وطورا "إيران"  وطورا ...

ولقد بلغ  العناد للحق بهؤلاء أنهم استساغوا وسوغوا الشرك بالله وعذروا فيه وعللوه ، وسوغوا وأحلوا سفك الدم الحرام ، وحللوا الإخراج من الديار ، وتناسوا ما أخذ الله على بني إسرائيل من من ميثاق : ( لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ) ،

 في فقه هؤلاء المفتونين والفاتنين  

أن كل ما يفعله المجرم السفاك وأتباعه الأشرار المجرمون مسوغ مبرر مشروع ؛ لأن الجريمة في فقه (ألسنة الشيطان ) هؤلاء إنما يسأل عنها : المظلوم الذي انتصر بعد ظلمه ، ورفض الخنوع والخضوع والاستكانة التي يسمونها زورا وبهتانا ( صبرا أو مداراة ). لم يقرأ فقهاء الشيطان هؤلاء في كتاب ربنا  سبحانه وتعالى ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل . إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب اليم.)

ومهما حاولت أن تتفهم دعاوى هؤلاء المفتونيين ، لن تجد لما يقولون ويزعمون ويدّعون مستندا يدعمه شرع ، وجل شرع الله عن قولهم ، أو يؤيده عقل وحاشا عقل الإنسان عن تخبط الممسوس الذي يتخبطون ، أو يقبل به خلق فكل ما يصدر عنهم ويتلبسهم تأباه  قيم الخلق والرجولة والمروءة ومكارم الأخلاق .

هؤلاء المفتونون صمتوا عن قتل الأبرياء وشرعوه ،وعن اعتقال الأحرار وسوغوه ، وعن تشريد النساء والأطفال وأفتوا به ، وأيدوا زرع الكفر والفسق والفساد ونشر الخنا والسرقة والرشا في حياة الناس ، وكلما حدثتهم ردوا عليك بالنزول على حكم المتغلب ، وسد الذرائع عليه إن لم تكن قادرا على التغيير ....

 قاتل الله ضلالهم  وكفى الله المسلمين شرهم  ورد عليهم بغيهم ، فوالله ما نكتب عنهم انشغالا بهم أواكتراثا بقولهم ، فمن يكترث  بمن باع دينه بدنياه أو باع دينه بدنيا غيره .. وإنما نكتب وأعيننا متعلقة بالمخدوعين والمغرورين من الطيبين من الأتباع من الذين تخدعهم القفاطين والعمائم ، وينجذبون  لما يكرر هؤلاء من كلمات الله ، افتراء على الله ..

 رؤوس الضلالة هؤلاء ما أثرت في قلوبهم أشلاء الأطفال ، ولا استغاثات النساء ، ولا حجم الخراب ، ولا أحوال المشردين .. فهذا كله في فقههم أو في تلبيس إبليسهم ، من حق المجرم السفاك أن يفعله في كل من قال له : لا  !! من حقه أن يدمر على  كل من يقولها وأن يقتل الأطفال والنساء والرجال في حي أو في قرية أو في بلدة ؛لأن رجلا في حيهم أو في  بلدتهم قال للمجرم الأثيم  : لا ، !!

من حق المجرم السفاك في فقه هؤلاء  أن يقتل وأن يعذب وأن يشرد وأن يسجن ، ومن حقه أن يقتل بالرصاص وبالغاز وبالبراميل وبالتجويع  وبالتعذيب كل من يقول له : لا ، وليس فقط من يقول له (لا)  بل يتعداه هذا الحق إلى ذريته وأهل حيه وبلدته !!

 يخطب فينا خطباء الشيطان هؤلاء : ألم نقل لكم اسمعوا وأطيعوا واخضعوا واستسلموا هذا جزاؤكم الذي حذرناكم منه وستلقون الأشد والأنكي إن أبيتم طاعة من ادعى عليكم ألوهية وربوبية ولو كان بشار الجزار   

خطباء الشيطان  هؤلاء هم (أبناء الأفاعي)  كما نادى عليهم سيدنا المسيح عيسى بن مريم ..

أما سيدنا رسول الله فنبأنا من اخبارهم أنه يكون في آخر الزمان (رجال يختلون الدنيا بالدين ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب . يقول الله تعالى : أبي يغترون أم عليّ يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران )

وفي هؤلاء  وفي أمثالهم قال مولانا

 ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ، وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه بعد الله أفلا تذكرون ..)

وأبشع الضلال ضلال يكون على علم ، كضلال هؤلاء ينكرون ضوء الشمس ويجاحدون واضح الحق جدلا ومراء

خطباء الشيطان هؤلاء...

 يشمتون في الدماء المسفوكة ، والأعراض المنتهكة ، والمدن المدمرة شماتة عدو متربص ، وصاحب عناد  متمترس ، ولا تجد إلا أن ترد على ضلالهم وانحرافهم بقول العزيز الجبار ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ، حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا )

وبالأمس وحين بدأت تباشير كسر الحصار عن  حلب تتوارد .. كنا ننظر إلى هؤلاء ( كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ). وبدأت أجوافهم تفح فحيح فتنة  مسعورة فلا والله ما درينا ما الذي غاظهم ألا يجوع وليد ، وألا تُضطر حرة أبية  ...؟!

امتثالا لأمر ربنا نتلو عليهم ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آيتانا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين  ، ولو شئنا لرفعناه بها ، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ...)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين