يا حكام العرب والمسلمين ماذا تنتظرون

قرات في كتاب النبوءة والسياسة لجريس هالسل ما نصه: إن معظم المدارس الإنجيلية في الولايات المتحدة تدرس النظام الديني ونظرية "هارمجدون"، وقرأت فيه أيضا نقلا عن بعض المؤلفين: إن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل، وقرأت فيه أيضا قول أحد كبرائهم: بالرغم من الآمال الوردية وغير الواقعية تماما التي أيدتها حكومتنا-أمريكا- حول اتفاقيات كامب ديفد بين مصر وإسرائيل فإن هذه الاتفاقيات لن تدوم، وقرأت فيه أيضا للكاتبة: إن القوانين الوضعية لا تطبق على إسرائيل، لقد تعلمت أنه من بين كل شعوب الأرض فإن الإسرائيليين وحدهم لا يمكن تطبيق القوانين التي اشترعها الإنسان عليهم...وعليها أن تجعل من المواطنين المسلمين والمسيحيين شيئا غير موجود، وأن تعتبرهم مجرد أحجار على رقعة الشطرنج، وفيه أيضا: إذا كان العرب أعداء إسرائيل فسيتبع ذلك أنهم أعداء الله، وفيه أيضا عن أحد كبار الأمريكيين: أنا أؤمن بأننا إذا تقاعسنا عن حماية إسرائيل فلن نبقى مهمين بالنسبة إلى الله، وفيه أيضا عن أحد كبرائهم: إني اعتقد أنه عمل آثم أمام الله أن يفكر مسؤولون أمريكيون بوضع أية عملية للسلام يمكن أن تنتزع قدما واحدا من الأرض التي منحها الله إلى الشعب الذي يملك أقدم حق بالملكية معروف للإنسانية، وفي الكتاب كلام كثير منه أن اليهود بالمؤامرات ومساعدة أمريكا منحوا ما يريدون لإقامة أبشع المجازر في التاريخ الحديث، دون أن يرف لهم ولا للأمريكان جفن عين، ولا يحاسبهم أحد.

هذا غيض من فيض في كتاب من كتبهم ومؤلف من عندهم، وهناك مئات الكتب على هذا النحو التي تفيض بأن الحرب بيننا وبينهم دينية، وأنهم يحاربوننا من منظلقات التوراة المحرفة، في حين يصر الحكام ومعهم كثير من المثقفين على أن الحرب لا علاقة لها بالدين، خوفا من تجييش الشعوب الإسلامية ضد العدو الصهيوني.

فيا حكام المسلمين: ألا ترون المجازر البشرية التي يفعلها الصهاينة بأهلنا في كل فلسطين وغرة على الخصوص؟ فمتى تتحركون إن لم تحرككم دماء المسلمين وأشلاؤهم؟

ويا حكام المسلمين: ألم تروا البيوت تتهدم على رؤوس أصحابها ويستشهد عشرات الناس كل يوم، وهناك أسر أبيدت عن بكرة أبيها؟ فإذا لم يحركّم هذا التدمير والقتل الوحشي فمتى تتحركون؟

ويا حكام المسلمين: ألم تسمعوا استغاثات الناس بأنهم قطعت عنهم كل سبل الحياة وأنتم تتفرجون؟ فهل يموت الناس جوعا وقد كادوا، فإذا لم تتحركوا لمثل هذا فمتى تتحركون؟

ويا حكام المسلمين: أما سمعتم صرخات المنادي بأن جثث الشهداء بدأت تنهشها الكلاب وأنتم تنظرون، فمتى تتحركون؟

ويا حكام المسلمين: هل تنتظرون أن تسمعوا أن أهل غزة بدأوا يطبخون جثث الشهداء ليأكلوها من الجوع حتى تتحركوا؟

ويا حكام المسلمين: آن الأوان لنفض الأيدي من الاتفاقيات الدولية التي تكبل أيديكم وأيدي شعوبكم لصالح أمريكا والصهيونية، وعليكم إلغاء سائر الاتفاقيات وبدون مقدمات ولا انتظار، ولا تنتظروا نتائج هذا الهياج على اتفاقيات الذل والعار، فهي لن تمنحنا إلا مزيدا من القوة والتآلف.

ويا شعوب العرب والمسلمين، آن أوان رفع القيود والأغلال التي أجهضت كل تحركاتنا، فإن أنتم ترون أن الحكام لم ولن يتحركوا، فيحرم على جميعكم السكوت فيجب على الشعوب جميعا أن تتحرك أولا بالعصيان المدني، فإذا فكت القيود هان الأمر، وهذا الأمر على كل مسؤول شعبي وكل مدير مدرسة ورئيس جامعة ورئيس حزب ورئيس جماعة أن يبدأوا بتحريك من تحت أيديهم من الموظفين ليتحرك كل الناس وعلى رأسهم العلماء الذين كبلتهم الحكومات والشعوب، فإن السكوت وخذلان المجاهدين بهذه الصورة هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ولدين الإسلام، وللعروبة وللقيم.

واعلموا أننا إذا فعلنا ذلك فلن تقدر دول الغرب الصليبي أن تفعل لنا شيئا، بل إننا سنفرض احترامنا على العالم، فهل نتحرك نحو ديننا ليحرك فينا غيرتنا على كل شيء فينا؟

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين