أسَفٌ على العبث في تفسير الآيات القرآنية

أسَفٌ على العبث في تفسير الآيات القرآنية

وأسَفٌ على التلاعب بالحقائق العلمية

المهندس علي الكيالي نموذجاً

 

طلع علينا المهندس الكيالي قبل فترة أنه اكتشف أن للسموات أبواباً خاصة يصعد من خلالها الإنسان عن طريق المركبات الفضائية ، ويستدل لذلك بآيات من القرآن الكريم يفسرها تفسيراً مشوهاً ، ولا يكتفي بهذا بل يدعي أن من يطلقون تلك المركبات الفضائية هم الذين يقولون بذلك ، وهم بريئون منه ، ولم ينقل ذلك عن أي مصدر علمي أو موقع تابع لتلك المراكز الفضائية.

واليوم يعيد الكرة للإجابة على سؤال مطروح على صفحته يقول فيه السائل :

( مهندس علي الكيالي، تمّ طرح موضوع : "بوابات السماء" من حضرتكم بدون أي ردّ علمي ، الرجاء تبيان أدلة علمية مع مراجعها و المصادر لكي لا تترك متابعيك بدون دعم ليضحك عليهم ما هبّ ودبّ) .

وجاء الجواب من المهندس الكيالي حتى ينقذ متابعيه من الضحك عليهم من كل من هب ودب ، واستطاع أن يأتي بأدلة دامغة ولكن ليس لها أي علاقة بالعلم ، وإنما أوهام تدعو للسخرية ، وليس فيها احترام لعقول متابعيه .

استدل المهندس الكيالي على دعواه الهوائية بما يأتي :

?-   حيث قال : (سألتُ  اللواء محمد فارس السوري الذي خرج للفضاء بمركبة روسية : "لمـاذا ذهبْتُم إلى جمهورية كازاخستان لمركز بايكنور للصعود من هناك ، مع أنّ روسيا دولة عظمى و مساحتها هائلة" فقال لي : قال لنـا الروس أنه لا يوجد - باب - فوق روسيا لصعود الإنسان) .

أرأيت المصدر العلمي الذي اعتمد عليه ؟؟!!

هذا اللواء مجرد طيار وليس متخصصاً في علم الفضاء ، وكان باستطاعة المهندس الكيالي أن يوثق ذلك من أي موقع  للفضاء ، أو الإتيان بدراسات علمية وبحوث في هذه القضية المهمة ، ولكن المسكين بسبب إفلاسه العلمي يلجأ إلى أقل من قشة ليثبت بها اكتشافاً علمياً مزعوماً.

?-  ثم قال المهندس الكيالي: ( و قد قال لي العديد منَ الأشخاص : إنّ الروس مذهولين من قولك لهُم : لمـاذا تضّطرون لاستجداء دولة غير عُظمى للصعود إلى الفضاء و تدفعون لهـا مبالغ غير قليلة كلّ مرّة ، و أنتُم دولة عُظمى و ذلك منذ تاريخ 12 إبريل - نيسان - عام 1961 و حتى الآن ؟ !!!!!!!!!!!! ، أيْ منذ 54 سنة)  .

الله أكبر الروس مذهولون من قول المهندس الكيالي ، وهناك العديد من الأشخاص الذين أخبروه بذلك ، ولكن من هم هؤلاء الأشخاص فلا تسل عن ذلك لأنه وهم بوهم !!!

وأين هي تلك المواقع لعلماء الفضاء في روسيا الذين نقلوا ذهولهم من كلام الكيالي ؟؟ فلا حاجة للبحث عنها لأنها مجرد ادعاءات كيالية أنتجها خياله الواسع الفضفاض ؟؟!!!

?-  ثم حتى يريح المهندس الكيالي نفسه ويريح متابعيه يقول لهم :

( يُمكنُكم سؤال وكالة ناسا : لمـاذا مركز إطلاق المركبات المأهولة من جزيرة مريت على المحيط الأطلسيّ و مُعظم الأوقات يقعون في مشكلة تأخير الاطلاق بسبب وجود عاصفة رعدية ، فلماذا لا يتمّ بناء مركز آخر في صحراء نيفادا الأمريكية و يتخلّصون من مشكلة تأخير الاطلاق ؟ ) .

فهو لا يكلف نفسه السؤال عن ذلك في معرض الاحتجاج لقضية يدعيها، وإنما يكتفي بتضييع الناس فيقول لهم : اسألوا أنتم وكالة ناسا !!!!

أرأيت كيف يظلم العلم عندما تقام الأدلة عليه بهذه الطريقة الخرافية ؟؟؟!!

?-  ثم يشوه آية قرآنية بتفسيره المحرف فيقول : ( و لكن على الإنسان الصعود من البوابات التي أذِن الله بفتحهـا ، لقوله تعالى : "و لوْ فتحنـا عليْهمْ باباً منَ السماء - فظلّوا - فيه يعرجون " الحجر 14 ، و نُركّز على كلمة :  " فظلّوا"، أيْ سيظلون الصعود من تلك البوّابات ).

وللرد على هذا التفسير المشوه ، وكيف يجتزئ الآيات كمن يقف على قوله تعالى (لا تقربوا الصلاة) ؟! ، لأن الآية التي استدل بها يأتي بعدها قوله تعالى :  {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارنَا بَلْ نَحْنُ قَوْم مَسْحُورُونَ }

 الآية بدأت بقوله تعالى : (ولو فتحنا) وحرف (لو) في اللغة حرف امتناع لامتناع، وهذا على سبيل افتراض المستحيل:

أي أراد الحق سبحانه أن يظهر لنا عناد الكفار الجاحدين، لأنهم بعدما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الإتيان بالملائكة فقالوا : ( لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ) ، فبيّ?ـن الله أنه سبحانه لو أظهر لهم أعظم من ذلك وهو :  آية كونية ففتح لهم أبواب السماء ، فعرجوا فيها بقدرة الله، وسمعوا من الله تعالى مباشرة أن نبوة محمد حق : فإنهم لن يؤمنوا ، وسيقولون : إن أبصارنا كانت مسدودة فلم نر شيئاً : (سكرت أبصارنا )، بل إنهم سيزيدون على ذلك فيقولون : إننا كنا مسحورين .

وهذا مثلما حصل منهم عندما شق الله لهم القمر فقالوا : إن محمداً سحر أعيننا.

أما عن سبب اختيار تلك القواعد لإطلاق المركبات الفضائية من خلالها:

إن أشهر مراكز إطلاق المركبات الفضائية:

?- مركز كاب كانا?يرال في فلوريدا في أمريكا .

?- وقاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان ، لأن هذه المنصة بنيت من قبل الاتحاد السوفيتي في الماضي ، وما زالت روسيا تديرها وتنفق عليها ويتم إطلاق الصواريخ منها حتى العام 2018 حيث ستنتقل هذه العملية إلى موقع جديد في قلب روسية واسم المنصة الجديدة هو فستوجني.

?- وقاعدة كورو الفرنسية في غويانا.

وهناك أيضا عدد كبير من المنصات الأخرى في أوربا لإطلاق الصواريخ.

والسبب في اختيار هذه المناطق لأنها قريبه من خط الاستواء ، وليس سبب ذلك وجود ابواب للسماء كما يدعي الباحث الكيالي, فسرعة الأرض عند خط الاستواء أسرع من سرعتها عند مناطق أخرى، فتعطيها سرعة إضافية بسبب دوران الأرض تساعد في تقليل كميه الوقود التي يحتاجها الصاروخ من أجل الخلاص من الجاذبية الأرضية، لأنه سيؤدي إلى تكلفه أقل وامكانيه نجاح أكبر في الخلاص من الجاذبية الأرضية، وهذا ما أكده الشيخ سلمان بن جبر آل الثاني مدير (مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك) في رده على اداعاءات المهندس الكيالي ، وهذا رابط  الرد http://qatar-falak.com/gates-to-space

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين