مقالة مداجن دينية تفرخ في إستانبول بين التأييد والاعتراض-2-

 

ما زال صدى مقالة الأخت الفاضلة الأستاذة ليلي الرفاعي مدويا بين مؤيد ومعترض.

وهذا رابطه:

 https://www.facebook.com/AJABlogs/posts/964329803676488

ونتابع في هذه الحلقة نقل صدى هذا المقال، لنرى كيف يتعامل أهل العلم مع بعض الأفكار، وينظر كل منهم من منظار يختلف عن الآخر . 

وسأقتصر على بعض الكلمات النقدية البنَّاءة التي حرَّك هذا المقال فيها الدعوة إلى التصحيح والترقي إلى الأحسن : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا} . 

وفي هذه الكلمات دعوة للكاتبة الفاضلة لتتبع مقالها بما يجلي صورته، ويزيل ما أحاط به من لبس وغموض أو تعميم . 

ولعل هذه التعقيبات والملاحظات تضع يدنا على مكمن الداء ونسعى للعلاج . 

وهذه الكلمات والتعقيبات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر عن رأي الموقع ولا تدافع عن المقالة وإنما تحاول التسديد والتقريب . 

 

     كتب الشيخ عبد الله سالم :  شعرت بعد قراءة مقال الكاتبة ليلى الرفاعي بأمرين اثنين :

الأول : أن الكاتبة أسيرة كلمات عامة خادعة لا دلالة دقيقة لها . إنما تدل على الرغبة بالتمرد على الواقع والتعميم دون تصور واضح لما يكون بديلا ممكنا .

الثاني : أن هناك مستفيدين كثر من أعداء التعليم الديني من هذا الكلام . وان الخاسر الوحيد انما هو الدين نفسه في النهاية ولن يستفيد الاسلام شيئا من كلام عام حالم .

إن نقد التعليم الديني يجب ان يقدم عليه من كان ذا خبرة عميقة وتجربة طويلة  ... وكان لديه نية حسنة ومشروع واضح بديل . اما غيره من الناقدين فلا يخلون من تهور وشطط واحكام عامة سريعة وخاطئة . 

والله  الموفق  لكل خير.

 

وكتب الأخ أنس عبد الله  سالم : جميل طرح مثل هذه الأفكار بهذه الطريقة المؤدبة في النقاش والمعتدلة إلى حد جيد

القضية ليست أن نتفق أو نختلف، فلن يتفق الجميع ولو تراحموا او تطاوعوا، لكن أن نبحث عن مولدات الأخطاء والضعف بكل وجهاتها ونناقشها نقاشا موضوعيا فهذا غير مطلوب.

وهذا مالم تفعله الكاتبة وإن تكلمت حقا في بعض كلامها وهذا أيضا ماحاول أن يصطاده البعض لكره أو هوى..

المعاهد الشرعية كانت جهدا جبارا في وقت كان الاتجاه العام فيه في البلد نحو الإلحاد والعلمانية وكره الدين ونبذه

ومن يدعي أن حسون أو جمعة يمثلونها كمن يدعي أن بشار المجرم يمثل السوريين!!

تمثيل يحتاج كثيرا من الوعي والإنصاف!!

والقول أن أصحابها أو خريجيها دجنوا  العامة بعيد عن الواقع.. فعشرة او عشرون كانوا مع النظام مثلا.. ومائة او  مئتان كانوا ضده.. لكن تصيد اطراف كثيرة جيشت واظهرت العوار فقط أعطت فكرة اعلامية ليست دقيقة..

وأما النقد فهو متاح، وهو حق في بعض جوانبه، وتطوير الأسلوب والنظام والفكرة لازم مع تطور الأمور وأسلوب الحياة. 

وقال أيضا:  البعض وجد في الثورة فرصة لأن يثور على كل شيء.. بدءا بالنظام المجرم ومرورا بالمؤسسات الدينية والعلمية والمدنية وحتى الأخلاقية..

الانتقاد لتلافي الأخطاء والقصور جيد ومطلوب، وأما التفنن في الانفلات من كل شيء ومن غير طرح حلول وبدائل.. فلن يوصلنا إلى شيء.

رود حجار:  نعم ..معكم حق في الجزئية الأولى.. حتى فكرة طرح البدائل..قد يكون الناقد غير قادر على طرح البدائل.. ولربما يكتفي بتشخيص المرض، ولكن بحيادية على الأقل إن لم نقل بعدل وذكر المحاسن جنباً إلى جنب كما يذكر المساوئ.

 

محمد خير موسى : أظن أن المشكلة يا مشايخنا الكرام قبل ذلك كله هي في عدم تصور كثير من مشايخنا الفصل بين المشايخ والإسلام، وبين المدارس الشرعية والإسلام فيصبح أي انتقاد للتعليم الشرعي أو لمنهج المشايخ هو انتقاد للإسلام 

رغم أنهم يؤكدون على الفصل نظريا إلا أن التطبيق يثبت القداسة غير المنطقية التي يتعامل بها المشايخ مع أنفسهم أو مدارسهم

ثم يقولون لك: لا تنتقد المشايخ لئلا تفتح الباب لأعداء الإسلام، وهذا يذكرني لتبرير الأنظمة المستبدة قمعها للحريات كي لا نفتح الباب لأعداء المقاومة.

وكتب أيضا : أنا أعرف ليلى الرفاعي معرفة أكثر من ممتازة ،بل هي ضمن الفريق الشبابي الذي اعمل معه، وهي من أكثر الشباب تميزا وحرصا على دينها،وتربت في معهد الفتح ودرست فيه ست سنين، ثم أكملت في التخصص الشرعي فيه التابع للأزهر أربع سنين، ودرست اللغة العربية في جامعة دمشق وهي الآن في مرحلة الماجستير في اللغة العربية وأعلم انه ما دفعها إلى كتابة ما كتبت إلا قسوة ما عانته..

وإني أشهد لله تعالى أنها كتبت وهي تبغي البناء لا الهدم . 

 

Marie Goldnerova  لاتختلف المؤسسة الدينية في المجتمع عن أي مؤسسة أخرى سواء أكانت من مؤسسات المجتمع المدني أم من مؤسسات الدولة.....وهي جميعها كانت تشكل قطع البازل الذي قام عليها النظام السوري الذي طوّع كل تلك المؤسسات لخدمة استمراريته و دعم سلطته المطلقة.......

و مما ساعد على ذلك هيمنة الدولة منذ ظهور الدولة الوطنية والقومية بعد عام 1920على الأوقاف الاسلامية مما أضعف هذه المؤسسة وجعل القائمين عليها أتباعا للدولة، هذه الدولة التي جعلتهم في آخر السلم الوظيفي مما دفع أربابها لمحابات السلطة ليعلو شأنهم وربما تنافسوا فيما بينهم لإرضاء السلطة التي غدت رب العمل  والمال......

إن المحسوبية والفساد اللذين غدا من أهم دعائم الحزب الواحد والقائد السرمدي قد تغلغلا في جميع مؤسسات المجتمع والدولة والتي منها بطبيعة الحال المؤسسة الدينية....

ولما لم تكن الثورة السورية ثورة أفقية طبقية، وإنما ثورة عامودية قد أصابت كل شرائح وطبقات الشعب السوري فإن ما أصاب مختلف مؤسسات المجتمع والدولة قد أصاب المؤسسة الدينية بنسب متفاوتة بين هذه المؤسسات من جهة وبين أفراد هذه المؤسسات من جهة أخرى وذلك حسب المصالح والنفعية التي تربطها بالنظام الحاكم....

لم تكن المؤسسة الدينية (مدجنة) ولم يكن مريدوها (دواجن).

 لقد انقسمت المؤسسة الدينية على نفسها فغرد الكثير من أربابها خارج سرب النظام و من والاه منها ...

وتمرد الكثير من المريدين على شيوخهم (مريدي السلطان) وأعلنوا العصيان على ولي الأمر .....

صحيح أن الخطاب الديني في جوهره بل حتى في شكله لم يتغير فبقي هو هو قبل وبعد الثورة عند كل من الطرفين غير أن هذه الخطاب لم يختلف عن غيره في خطاب المؤسسات الاجتماعية والسياسية الأخرى التي لم يتطور خطابها سواء انحازت إلى هذا الطرف أو ذاك.....

فالثورة الشعبية - مع الأسف- لم تنتقل عدواها إلى النخب الثقافية والفكرية والسياسية فبقيت هي على اختلاف آرائها ومذاهبها في واد وبقي الشعب على اختلاف آرائه ومذاهبه في واد آخر.....

أرباب المؤسسة الدينية السورية في استنبول أو في غيرها من المدن التي غدت مستقرا ومستودعا للسوريين لم يفتتحوا دواجنهم في تلك المدن ....فمع الأسف لا يختلف حال المؤسسة الدينية في البلاد الإسلامية عن البلاد العربية، هذه المؤسسة التي ابتعدت ومنذ زمن طويل عن تعاطي الشأن العام بأمر من الحاكم بالله الذي بات ولي أمرها.... كما أن أرباب تلك المؤسسة السورية لم يخدمهم حنفية الأتراك وصوفيتهم....بل خدمهم اضطلاع المؤسسة الدينية التركية بنفس الدور بل استلاب حق الخطيب في خطبته التي توزع عليه على ورقة ممهورة بخاتم ولي الأمر الحاكم بالله.....

 

محمود دحلا: قرأت ما كتبت في مدونة الجزيرة وليس جديدا فقد نشرته على صفحتها منذ أكثر من عام، ونسخت أمس ما كتبت وعرضته على أساتذة المعهد في مجموعة خاصة،  وردوا عليها بعدة ردود، وسأختار رد أحدهم بدون ذكر اسمه علما أن لها أسبابها فيما كتبت؛ أهمها: انفصال الشيوخ عن مصائب ا?مة، وعدم معايشتهم في آلامهم، وهذا جزء من شكايتها التي نشاركها فيها.

أما التعبير بمداجن عن منهج اتبعنا فيه سلفنا فهذا يخدم أعداء الإسلام، وخاصة العلمانيين.

سأحاول الاجتماع معها لعلنا نستفيد من وجهة نظرها، ونصحح ما نراه خطأ، والله الموفق والهادي.

 

حسين فهد حسين : كلام جميل، ولكم كان ازداد جمالا لو أنصف الطائفة الأخرى من المؤسسات الدينية فلا نشك بنيَّة كاتبه ولا نعلم الواقع الذي عايشه فكون في ذهنه هذه الصورة ودفعه لكتابة هذه الكلمات، ولكن القارئ المتجرد قد يظنه هجوما على كل المؤسسات الدينية. والمطَّلع على خبث القنوات الإعلامية قد يبدو له أن كلام حق استعمل في غير مكانه ، ليس كل ما يعلم يقال ، وليست الشجاعة أن تهدم ما ترسخ من الصروح والمؤسسات ولو رأيت فيها مالا يرضيك، وأخطاء الأفراد لا تلغي دور المؤسسات، بل تدعونا للبحث عن الكمال وتلافي ما وقع به غيرنا من الأخطاء ، كل السفهاء ييحثون عن سبب لإيجاد مبرر لهم فى هدم كل ماله علاقة بتراثنا وديننا بل حتى ثقافتنا الشرقية، أهل الفضل يمسكون بزمام علمهم لئلا يصدر عنهم ما يكون ذريعة للمغرضين في حمل الكلام على غير محمله واستعماله في غير ما أريد منه 

 

حسن الشيخ: استجرَّكم المقال إلى حفرة الغضب مع أن الكتابة الصحفية تعتمد التشويق 

والإثارة.

فالمدجنة وصف لطبيعة الخريجين الذين ليس لهم قدرة على التمرد على الاستبداد

وهذا واضح في المدارس الحكومية من فاس إلى جاكرتا في ظل أنظمة مستبدة تراقب كل حركة للمدرسة الشرعية، بل تمرر المدرسة كثيرا من تصرفاتها بأسلوب غير شرعي

التدجين للمستبدين، تجاوز حدود تدجين الحيوان . 

راقب فيديوهات علي جمعة، وراجع مصطلح طاعة ولي الامر، وقارنه بفقه السياسة الفرنسي.. فلعنا ندرس معالم الفقه السياسي في القرآن والسنة بعيدا عن تجاذبات السلطة والمشيخة ..

 

خالد نصّار الحسيني: 

"استمعوا أيها المشايخ إلى الناس وما يقولون ولا تبقوا في أبراجكم العاجية"

بكل صراحة أكثر ما يغيظني هو أن بعض المشايخ أو الأساتذة يظنون بأنفسهم الخير ويفسقون الآخرين!

يظن بعضهم أنه الحامي لدين الله ، والمنتقدون يريدون الخروج من الدين!

كلا وألف كلا بل نريد الخروج من هذه الأقفاص التي حبسونا بها بدعوى الأدب وتقديس التفاسير الإنسانية التي رفعوها أكثر من النص الاصلي.

نريد الرجوع لرحاب الله وتقديس كلامه وكلام نبيه فقط وأما الاخرون ومهما بلغوا من العلم فهم بشر قد يصيبوا وقد يخطئوا " كل يؤخذ و يرد عليه الا صاحب هذا المقام" 

لا أحد يحتكر الإسلام، والجماعة هي الأمة.

 وها هي الأمة التي فيها الخيرية ليوم القيامة تصحو وتستعيد دينها الحق من دون العقد والأمراض التي نشأت تحت القمع والظلم و والخوف من غير الله. ها هي تعود لرحابه ولله الحمد.

ولن يوقف هذه الحركة التي تغلي في صدور الشباب لا دعوى التفسيق ولا التجهيل ولا حتى إن وصلت لحد صكوك الغفران الكنسية! 

عابدة العظم: صدقت دكتورة ؛ كلنا نعيش كنا في سوريا ، وفي الغربة ما زلنا مع السوريين ونعرف الحقيقة!! 

والمقال (المداجن) وصلتي من عدة جهات وأعجبني، وكم فوجئت بالنقد الذي جاء عليه، وبالأبعاد التي ترتبت على فهمه!!

وجدي – علي الطنطاوي -  من الذين حاربوا المشيخة والتقديس، وكان شيخا متفردا، فلم يرض يوما بتقديسه، وكان يتقبل النقد ويفرح به وينشره على الملأ.

عابدة العظم : 

1-أوافق الأخ علي زينو بأنهم يغيرون الهُوية الدينية في بلادنا ويحولونها من الصوفية المعتدلة إلى التفلت، أو إلى السلفية المتشددة، وكلاهما خطير، وسوف يجعل المجتمع متناقضا، ويزكي الصراعات فيه.  ولقد كنا نعيش في سوريا ظل هوية معتدلة مقبولة معقولة (وإن كانت لا تخلو من بعض البدع والشطحات الصوفية).

 2- وأما الأستاذ الفاضل خلدون مخلوطة، ذهب بعيدا في نقده - المهذب والراقي واللطيف للمقال- وحمَّل المقال ما لا يحمله من الأبعاد؛ صنع هذا وهو يعترف - في مقاله نفسه- بأهم ما قالته الكاتبة ليلى (من تقديس المشايخ والتعصب المقيت للجماعة والجود) أنه موجود! وأنه أمر سيء ومرفوض (وهو ما رمت إليه الكاتبة وما خلصت إليه). وأما غيرة الأستاذ خلدون وخوفه من الخروج عن التراث، فهذا القلق تجاوزه الزمن وأفحش الناس! والجيل وصل للإلحاد وللشك في الثوابت وكثرت تساؤلاته، والجيل أصبح يطلع على كل ما يُكتب بلا رقابة ولا تفتيش، فكيف يتوقع أن نحجر عليه؟! بل إن نقد الدين - من داخل المؤسسة- يُشعر الجيل بالإنصاف وقد يعيده للصواب، بعكس ما يراه الأستاذ

وأما قوله: أن هذا يفتح الباب لكل من هب ودب لينتقد، فهذا لا مشكلة فيه، وكم سألوا النبي عليه السلام عن أمور بدت للصحابة غير عادلة أو غير مفهومة، فعرفها لهم، ولم يمنع مسألتهم، أو يَلمهم.

3- وكثير من المسلمين وبسبب وصمهم بالجهل بالعلم الشرعي ومنعهم من النقد أو السؤال (وأنه يستحيل عليهم أن يفهموا أو يصلوا لرتبة هؤلاء العلماء؛ وقد قضوا عمرهم بالتحصيل والدراسة...)، كل هذه الادعاءات زادت عدد المريدين، ورفعت درجات التقديس للشيوخ، وهي ظاهرة مرضية، وأصبحت تحتاج لعلاج.

وبالمناسبة فإن بعضاً من هؤلاء الشيوخ (الذين يلوموننا في نقدهم، وفي الرجوع عليهم) دعاة وليسوا فقهاء، فإذا أفتوا قد يخطئون! ومنهم كبار بالعمر، ونحفظ لهم حقهم بالحكمة والخبرة والتجربة، ولكن نعيب عليهم الابتعاد عن فقه الواقع وفقه المآلات، والبقاء على الطرق القديمة في الدعوة والإفتاء.  

4- ولقد قال عمر - من بداية الدعوة ومن أولها وقبل أن يتفقه بالدين- وافقت ربي في ثلاث... وكثيرون وهبهم الله هذه الملكة الفقهية السليمة، فهم يشعرون بالحرام والحلال، ولكن ظروفهم لم تتح لهم العلم الشرعي، فعلام تكبلون عقولهم؟! فما المشكلة لو طرحوا رأيهم للدراسة؟ 

5- وقولهم "من أنت حتى تقول رأيك أو تنتقد أو ترجع على الفقهاء"؟! عطلت حتى البحث العلمي! ومنعت الدارسين - الذين سيصبحون فقهاء- من الإدلاء برأيهم، وأصبحت البحوث الجديدة تكرارا للفتاوى القديمة. 

وإن عمر بن الخطاب لما انتقدته امرأة من الناس، شكرها وتراجع وأخذ بقولها، ولم يلمها لأنها اعترضت عليه، ولم يسألها: ما درجة علمك وما هي شهادتك، وكيف تراجعين خليفة رسول الله... والمؤمنون كما يجيرهم أدناهم فإنه يراجعهم أجهلهم، وقد يتبدى للعامي ما لا يراه العالم.

 والخلاصة: الانتقاد لا ينافي الاحترام، وواضح من الكاتبة أنها تريد الإصلاح ، ومقال الأخت ليلى واقعي حقيقي، وينمُّ عن اطلاع، ومكتوب بأسلوب مهذب وراق وجميل وجذاب.

عمار يحيى الضائع : المقال مسّ الهوية المشيخية.. فكان تهديدا وجوديا.. لذلك اشتدَّ الهجوم عليه!!

عثمان بيطار : حتى كلية الشريعة الرسمية لا تستثنى من ذلك، فكل محاولة للتفكير خارج الصندوق كانت خطا أحمر فيها.

 معتز الحمصي : التشخيص الصحيح مؤلم؛  لأنه يضع اليد على عين المصيبة 

إذا كان الهدف من بعد ذلك العلاج الصحيح.               

سداد عقاد:  أخشى أن يفهم من نقد أعضاء المجموعة للمدارس المشيخية نوعا من البراءة والتنزيه للمجموعات الحزبية!!!؟؟ وأنا أحسب ان كثيرا من الادواء مشتركة، وكذا الاعراض، على اختلاف الدرجات، والله نسأل ان يهدي الجميع.

حسام قضيب البان : كتبت الأخت ليلى الرفاعي موضوعا مهما للغاية .

قد أسمعت لو ناديت حيـا

ولكن لا حياة لمـن تنـادي

 

ولو نار نفخت بها أضاءت

ولكن أنت تنفخ في الرمـاد

 

ولكن المرء يتغير في كل يوم ويتبدل حتى يولد رجل جديد فيه بملامح جديدة ولعل صدق وإخلاص من أسس هذه الصروح العلمية يكون سببا في نفخ روح جديدة فيها

ولعل من آلت اليه الامور يوفقه الله بسبب خوف منه ونية صادقة ورغبة حقيقة بالتغير للأفضل. والأمل بالله ثم بمشايخنا الكرام كبير جدا ان يكونوا على قدر من المسؤولية التي أنيطت بهم.

محمد خير موسى:

المشكلة الكبرى أن الوهم الذي كان يزرع في نفوس الطلاب هو أن ابتعاد علمائهم ومدارسهم عن التعرض للسياسة أو أحكامها أو مفاهيم الحرية والعدل وما يحتاجه الإنسان في حياته من مفاهيم فكرية كان بسبب النظام المجرم فكان يبرر لمشايخه النفاق للنظام أو مهادنته.

المهم أن خمس سنين من الثورة فجرت حاجات كبيرة عند الشباب، وأسئلة خطيرة لم يكلف القائمون على هذه المعاهد أنفسهم عناء الوصول إلى الشباب والعمل معهم بل عادوا إلى منهجية الاستقطاب القائمة على تكتل أبناء الجماعة على بعضها، والتدريس البعيد عن الواقع، والتلقين البعيد عن الحاجات النفسية والفكرية والعودة إلى ممالك وهمية اسمها جماعات تحاول كل جماعة أن تثبت أنها الأوسع في هذا الواقع والأكثر إقناعا للحليف التركي!!

زكريا صلان: من عاش في دمشق واقترب من المدارس المختلفة هناك سيعرف مقدار الأخطاء التي ارتكبت (طبعا مع وجود الخير ومع اختلاف بين الأساتذة في الفهم والعلم واختلاف بين الطلاب في مثل ذلك ) ويعلم علم اليقين ان النظام كان في كثير من الخلافات والجفوة بين المدارس بعيدا عن التدخل المباشر في التحريض وتبادل الاتهامات وادعاء الوصاية على الشريعة 

مع تحميلنا للنظام مسؤولية الجو العام الذي وضع فيه أهل الشام. 

محمد خير موسى: بغض النظر عن موقفي من كلمة (مداجن) التي استخدمتها الكاتبة 

إلا أنني استهجن حجم الاستنكار الواسع لهذه الكلمة في الوقت الذي لا يرى العلماء والدعاة أنفسهم أن يصفوا بعضهم  باوصاف أقسى واشد من هذا الوصف أية مشكلة.

بل إنهم هم من علمنا ولقننا من أجل تبرير خلافاتهم والفاظهم القاسية بقولهم:

"العلماء أشد تناطحا من التيوس في زرائبها "

كيف لا يجدون غضاضة في تشبيه كبار العلماء وتشبيه أنفسهم بالتيوس المتناطحة في الزرائب ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل وصف معاهد وكليات بعضهم بالمداجن!!! 

عمار يحيى ضائع: كذلك تعرض أكثر الردود لشكليات المقال وألفاظه، وابتعادهم عن مناقشة جوهر الفكرة وغايتها.. مؤشر على التعصب في التعاطي معه، وحمْل الأمر على محمل شخصي..

حسن أبو زيد: تعليق سريع على لب الفكرة التي دار عليها الخلاف: أرى أن الاخ محمد خير كان رفيقا جدا بوصف الخلاف بين الاتجاهات والمشارب والتيارات الدينية في داخل سوريا (وهو يصف الواقع الذي عايناه وعانينا منه نحن الذين عايشنا الاتجاهات الدينية الدعوية والمشيخية والتقليدية والرسمية في سوريا ما قبل الثورة  والكلام لا ينسحب على فترات زمنية سابقة - كي لا يحدث اي لبس ) 

وهذا إن كان للنظام من دور فيه إلا أني لا أبرئ تلك التيارات ومتزعميها من المسؤولية الكبرى، ومن جالسهم وخالطهم عن قرب عرف أن تلك الامور المعيبة صادرة عن عوامل ذاتية (تعصب، حظوظ نفس، تضخم الذات، غرور، تقديس المذهب أو الطريقة، .. الخ) بالدرجة الأولى وليس للنظام - ولا لغيره- ذلك الدور فيها

طبعا لا يلزم أن أقول: إن هذه الامراض المعيبة هي عند متصدري العمل الدعوي والشرعي في سوريا وليست في الشريعة او الاسلام

ولا يخلو الامر عندهم من خير بكل تاكيد ، ولا من مصلحين متجردين في كل مدرسة .. أو أن يكونوا مستقلين.              

 زكريا صلان:  أتفق تماما مع ما قاله الأخ الكريم أبو الخير. وأوضح نقطتين:

  -الأولى:  إن المدارس وإن اختلفت في التفاصيل والجزئيات جمعها تغييب القائمين عليها  للخطوة الثانية أو قل مفهوم الإسلام الشامل أعني حلقات علم وقرآن يتنقل فيها الطالب من مستوى لآخر دون وضوح الهدف البعيد والغاية المنشودة.

- الثانية : هذه المدارس اتخذت من ادعائها حرصها على الدعوة من بطش الأمن حجة جاهزة  لمنع أي دعوة لتجديد المناهج المتبعة في العمل والدعوة، وهذا أقوله مشاهدة وليس توصيفا لشخص بعيد عن المعايشة .

فتحول عمل الجماعة من الحفاظ على الدين إلى الحفاظ على الجماعة كما قال النورسي وفي سبيل الحفاظ على الجماعة كانت فتاوى الترخص في السكوت عن النظام وظلمه.. 

تخاذل أكثر هذه الجماعات عن رفع سقف المطالبة بحقوق الناس، وتخفيف وطأة الظلم عنهم كان يفضحه آخرون لا أريد ذكر أسمائهم الآن، وهؤلاء أوذوا في الله من قبل النظام، ووقفت الجماعات تشمت بهم، وعلى أحسن تقدير تصمت عن ظلمهم 

أخيرا الثورة المباركة حدثٌ غيَّر مجرى التاريخ في سوريا، وكان انتفاضة اجتماعية فكرية أخلاقية شاملة تعامل معها البعض مضطرا، ومن ثم قفزوا إلى واجهة الحدث الثوري بنفس العقليات السابقة، ومازال يحنّ لعهد الاستبداد والتحكم وتقبيل الأيدي، وهؤلاء يصح فيهم قول مخلوع اليمن: فاتكم القطار.

ميادة الحسن: ليس الأمر بيان من المسؤول !! ومن السبب !!

لكن الواجب التعامل مع هذا الواقع وفهم الحركة الفكرية في سياق التحول السياسي والثقافي: 

عقلية: ( لا أريكم إلا ما أرى ) لا تصلح .

عقلية: ( نحن أوصياء على هذا الدين ) لا تصلح.

عقلية: ( نحن الصح وسوانا خطا) لا تصلح.

أحمد زاهر : مقال صحفي قائم على الإثارة والعبارات الصحفية المستفزة أعطي أكثر مما يستحق. 

ولن يكون علاج الخلل الموجود في المدارس بمثل هذه المقالة التي استخدمت للوصول إلى أغراض شتى..

طيب لو سألت عن المدارس الموجودة باستنبول والتي ذكرت في عنوان المقالة فهل لديكم دراسة منصفة مستقصية لعددها وأحوالها والقائمين عليها وووو.. وكل ما يتعلق بها ليكون الحكم عليها بالتدجين أو عدمه صحيحا؟!

ميادة الحسن : لو لم يكن من أثر للمقال إلا تساؤلك الأخير لكفى،  فقد حرك الأفراد لتشخيص الواقع والبحث.

أحمد زاهر: وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري..

هذا أثر قدريٌّ وهو لا يعني صحة الطريقة التي كتب بها المقال شرعا.

للعلم كثير ممن انتقد المقال مقر بوجود أخطاء في واقع التعليم الشرعي، بل التعليم كله بل واقع الامة كله.

وهم كانوا يتحدثون عنها، ويسعون للإصلاح فلا يظننّ ظانّ أن نقدهم للمقالة ناشئ عن رفضهم الاعتراف بالأخطاء ورفضهم السعي في إصلاحها.

أحمد الفاقي النعيمي:  ثمة أمور كثيرة لا بد من مراجعتها. 

 والأخت الفاضلة ليلى متخرجة من معهد شرعي، ولا أحسب ما كتبته إلا ديانة ونصحا ، وليس تشفيا وإسقاطا.

عمار يحيى الضائع:  طال الحديث عن المقال وكثر (وهذا دليل على نجاحه)، لكن غالب الطرح يدور بين الهجوم والدفاع.. ولا نخطو خطوة للأمام.

أرجو أن نخطو خطوة للأمام في تناول الموضوع ونقاشه، ونبني عليه (وعلى ردود الفعل منه) ما يفيد.. معرضين عن كثير من الكلام غير المجدي الذي يحوم حول الموضوع.

عبادة قدور: المقال فتح بابا كان لا بد أن يفتح .....ولكن للتصويب والفائدة  وليس للتناطح والجدل ...فنكون قد وقعنا فيما نقدناه.

ثورة السوريين ليست على هُويتهم الدينية|| د. علي محمد زينو

http://www.islamsyria.com/portal/article/show/8800

ملاحظات حول ما ذكرته السيدة ليلى الرفاعي في مدونتها (مداجن دينية سورية تُفرِّخ في إسطنبول)|| د. خلدون مخلوطة

http://www.islamsyria.com/portal/article/show/8801

مقالة مداجن دينية تفرخ في إستانبول بين التأييد والاعتراض -1- ||إعداد: الشيخ مجد مكي

http://www.islamsyria.com/portal/article/show/8803

لماذا شارك كثير من طلبة العلم مقال: “مداجن دينية سورية تُفرِّخ في إسطنبول”؟!!|| د. إبراهيم عبد الله سلقيني

http://www.islamsyria.com/portal/article/show/8804

(الفوضى الخلّاقة في مقال :"مداجن دينية سورية تُفرّخ في استانبول "!!!)||الشيخ محمد محيي الدين حمادة

http://www.islamsyria.com/portal/article/show/8810

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين