رؤيتي لمؤتمر غروزني

 

بالأمس أرسل إلي أحد فضلاء الشيوخ العراقيين رسالة تحمل البيان الختامي لمؤتمر (من هم أهل السنة والجماعة؟).

وليس من عادته إرسال رسائل من هذا النوع. 

فأحسست أنه يريد استطلاع رأيي.

فكتبت إليه:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 

...........

وأما بالنسبة لبيان المؤتمر المذكور. ففيه حق وباطل. وفيه تلبيس وتدليس لا يخفى.  

والحق الذي فيه أريد به باطل. 

وما ذاك إلا ثمرة من ثمرات تسييس الدين ليكون مطية ذلولا يمتطيها بارتياح أمثال بشار الأسد والسيسي والخامنئي وأفراخه ووكلائه. وبوتين وأوباما ونتنياهو. وكلهم منظومة واحدة يجمعها عداء المسلمين السنة.

 

فبئس ما فعل هؤلاء العلماء العملاء. 

اللهم إني أبرأ إليك مما فعلوا. 

اللهم إن فعلهم هذا لا يمثلني. 

وإنها لإساءة منهم كبرى زعمهم تمثيل السنة والجماعة وطريق القوم.

 

لا والله ليس شرفا للتصوف ولا لمذاهب أهل السنة أن يدنس هؤلاء صورتها بدعواهم الدفاع عنها. وإنما يدافعون عن أهوائهم وخياناتهم ومطامعهم. 

عليهم من الله ما يستحقون.

 

اللهم من كان منهم مستكرها فأنت أعلم بعذره. ومن كان منهم متواطئا مع قتلة المسلمين مباركا للقتل والظلم والزندقة فاصرف كيده عن المسلمين بما شئت.

اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل.

هذا رأيي. 

وفي القلب من هذا المنهج الأعوج آهات وغصص لا أطيل عليكم بتفصيلها.  

وإلى الله المشتكى.

إبراهيم منصور.

--------

وبعد ذلك بساعات وصلني البيان الختامي لمؤتمر غروزني أيضا، من أحد الأصدقاء الفضلاء الحضارم؛ مشفوعا بالوصية بالنشر على أوسع نطاق. 

فأجبته بالرسالة التالية:

 

أخي ....... أما رأيي

بالنسبة لبيان المؤتمر المذكور: ففيه حق وباطل. وفيه تلبيس وتدليس لا يخفى.  

والحق الذي فيه أريد به باطل. 

 

وهل ترجو خيرا لأهل السنة من مؤتمر يرعاه بوتين الذي يقتل السنة في سوريا بهذا الشكل السافر الفاحش الظالم؟

ويرأس المؤتمر مطايا السيسي قاتل المسلمين السنة من أمثال علي جمعة المحرض على قتلهم وأحمد الطيب حليف توادروس على تنصير مصر.

 

المسلمون السنة ليسوا بحاجة إلى مؤتمر يعمق الشرخ بين أهل السنة ويدخل في السنة والجماعة من شاء ويخرج من شاء على هوى السياسة التي يمثلها علي جمعة وأحمد الطيب وتوفيق البوطي ومفتي الشيشان.وووو.

 

المسلمون السنة بحاجة إلى من يذرف دمعة على أهل السنة الذين يغتالون ويهجرون ويدمرون ويحرقون بالنابالم والفوسفور الذي تحمله طائرات بوتين المجرم وشريكه في العدوان بشار. 

بحاجة إلى من يقول كف يا بوتين عن قتل السنة. وليس إلى من يوجد له الذريعة العريضة بوجود تكفيريين.

 

التكفيريون موجودون . ولكن الروس وبحسب إحصاءات نشرت في الصحافة العالمية جعلوا 94% من قصفهم على المدنيين والمسلحين المعتدلين الذين يدافعون عن دينهم وأهلهم.  

و6% فقط على داعش التكفيرية .

 

فليست حاجة السنة اليوم في إيجاد التبرير لهجوم بوتين على السنة. 

ولكن حاجتهم الملحة أن تعقد المؤتمرات وترتفع الأصوات لتقول: ارحموا السنة المقتولين بفظاعة بالطائرات دون أن يكون لهم طائرات ولا حتى صواريخ مضادة للطائرات.

 

فهلا طالب المؤتمر بتزويد السنة بصواريخ مضادة للطائرات. 

هلا طالبوا بلجم إيران ومطامعها عن اجتياح السنة في الإقليم كله في الشام والخليج واليمن وشمال أفريقيا وشرق آسيا.ووووو.

 

هل معاناتنا اليوم والأخطار التي تهدد وجودنا هي من التكفيريين والمتشددين أم من خنازير إيران حلفاء الصليبية والصهيونية على نحو أصبح سافرا يراه الأعمى ويسمعه الأصم؟!!

 

ولكن المؤتمرين في غروزني لم يسمعوه ولم يروه لأنه على خلاف هوى بوتين والسيسي وخامنئي وأوباما ونتنياهو وأمثالهم من المغتبطين بالمؤتمر والمستفيدين منه. 

 

ألا ما أهون العالم الذي يرضى بتسييس الدين حتى يجعل منه مطية يمتطيها زنادقة الحكام للوصول إلى مآربهم. وكساء براقا لتغطية عوراتهم وإجرامهم!

هذا رأيي ورأي كل مفجوع بأهله ودينه وداره وبلده على يد القتلة المعروفين؛ ثم يرى مؤتمرا لا يذكر القتل الفظيع ولا القتلة بشيء. بل يجد لهم الذريعة لذلك القتل باسم قتال التكفيريين.

ثم يزعم الدفاع عن السنة!

يا للعجب!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين