أسس النهضة الإسلاميَّة-1-

 

إنَّ هذا الموضوع فرضته ظروف الأمم الشرقيَّة التي تحرَّرت من الاستعمار، وقد تحدث عنه كثير في هذه الأمم، وعقدت له الندوات، وذلك أنَّه بعد أن تحرَّرت الأمم الإسلاميَّة والشرقية من الاستعمار أخذ المفكرون يتساءلون:

إلى أين نتجه؟

ما هو الطريق؟

كيف نبني أمَّتنا؟

كيف ننهض بوطننا؟

وبدأ التفكير في هذا الموضوع يُنشر على صفحات الصحف وفي المجلات وفي المحاضرات وفي الندوات، وكانت الأفكار تأتي دائماً مُرتبطة بأوروبا، فكان بعضهم يعلن في صراحة لا خفاء فيها: أنَّ الطريق هو أن نتبع أوربا خطوة بخطوة، وأن نسير على نسقها، إنها حضارة أثبتت جدارتها وتغلبت وأصبحت مُسيطرة، فإذا أردنا أن ننهض بأمَّتنا فما علينا إلا أن نسير بحسب هذه التجربة التي سارت فيها أوروبا فكانت حضارتها مسيطرة غلابة مُتفوقة.

ويأتي آخرون يقولون في صراحة لا لبس فيها أيضاً: إنَّ هذه الحضارة أشقت الإنسانيَّة هذه الفكرة نفسها – كونها أشقت الإنسانية – أعلنها بعض الأوروبيين أنفسهم: إنَّ الحضارة الأوربية أشقت الإنسانية، هذه الحروب المتوالية هذا الدمار المخرِّب، هذا الامتصاص لدماء الشعوب التي تفعله الحضارة الأوربية... إنَّها لم تدع بيتاً ليس فيه مأتم، ولا قطراً هادئاً، ووسائل الدمار والخراب والتنكيل التي تخترع كل يوم في صور رهيبة... 

إنَّ كل ذلك يفرض علينا فيما رأى هؤلاء أن نرفض هذه الحضارة، نرفضها كلية، وإذا كان الأولون يريدون أن يقبلوها موضوعاً وأسلوباً وعلماً ومنهجاً، فإنَّ هؤلاء الآخرين يحبون أن يرفضوها موضوعاً ومنهجاً وأسلوباً. 

ولكن كيف يتأتى ذلك؟ أيتأتى أن تقطع صلتك بالطائرات، بالمواصلات، بالصيدلية، بالطب، بالهندسة، بالزراعة، بهذه الآلات التي تخترع كل يوم، بالأدوية، إنَّ ذلك إذا نظرنا يميناً أو يساراً نجده في كل بيت، وفي كل شارع، وفي كل بلد، وفي كل حي، وفي كل مدينة.

ففكرة رفض الحضارة الأوربية تعتبر عادة فكرة تشبه أن تكون مُستحيلة وهي على كل حال غير منطقية ويتناقض الرأيان: الرأي الذي يرفضها ككل، وينبع عن ذلك رأي ثالث كان عادة هو الرأي الذي يَنال الاستحسان والذي يَستسيغه المجتمعون أو القارئون للمقالات.

هذا الرأي الثالث يقول: إنَّ الحضارة الأوروبية فيها الصالح وفيها الطالح، وفيها السيء وفيها الحسن، وينبغي إذن إذا أردنا أن ننهض مُستفيدين بتجارب الغرب أن نكون ناقدين لتجارب الغرب، فاحصين لتجارب الغرب مختبرين لتجارب الغرب، وينبغي أن نأخذ من هذه الحضارة الأوروبية الصالح منها، ونترك الفاسد منها. وكان هذا الرأي يسود بعد أن تُرفض الآراء الأخرى. 

والحق إنك حينما تقول نرفض الحضارة الأوروبية فإنَّ ذلك يُعتبر نوعاً من الخيال؛ لأنَّها مُتغلغلة في كل مكان، وإذا قلت نأخذ بالحضارة الأوروبية فقد ألغيت ذاتيتك، وأنهيت رسالتك وأصبحت مِسماراً في عَجَلة أوربا، وهذا ما لا يرضاه مسلم ولا مفكر شرقي أو إسلامي، وذلك مع الأشياء الأخرى من وسائل الدمار والهلاك والشقاء الذي أوجدته الحضارة الأوروبية السبب في رفض هذا الرأي. 

ولا يبقى إلا الرأي الثالث الذي ينادي بأخذ الصالح وترك الفاسد من الحضارة الأوربية، وماذا يمكن أن تقول لشخص يقول لك: تعالَ ندرس، وتعالَ نستفد من هذه الحضارة فنأخذ بالصالح ونترك الفاسد، أتقول إنَّ رأيه غير رشيد؟ أتقول إنَّ رأيه فاسد؟!

إنه يدعوك للأخذ بالصالح وترك الفاسد، ومع ذلك فإنه إذا فكرت في هذا الرأي ربما وجدته أضعف الآراء مع هذه الوجاهة كلها، ومع هذا المنطق الذي يراه الكثيرون معقولاً، إذا فكرت فيه وجدته أضعف الآراء.

الرأي الأول: -الأخذ بالحضارة الأوربية – رأي جريء يجابه الجو الإسلامي في جرأة بل في نوع من الوقاحة لا يبالي صاحبه بالرأي العام.

والرأي الثاني: رأي جريء أيضاً، صاحبه صريح شجاع يجابه الرأي العام فيما يتعلق بهذه الحضارة، ولقد حاوله من قبل غاندي مثلاً حينما كان قد بدأ يغزل ليتخلى عن الملابس التي تنسج بالآلات الأوروبية ولكنه لم يَنجح، والهند الآن سائرة في طريق هذه الحضارة.

لكن الرأي الثالث وهو المتوسط: إنَّه ككل الآراء المتوسطة، والآراء المتوسطة عادة آراء الضعفاء، هذا الرأي المتوسط ما هي مساوئه؟ ما هي مفاسده؟

أولاً: الإقرار بشرعيَّة تقليد الحضارة الأوروبية وهذا ما لا يرضاه مُسلم وحتى حينما نقول بتقليدها في الصالح فهذا ما لا يرضاه مسلم أيضاً، لا يرضى مسلم أن يفرض على العالم الإسلامي نوعاً من الشرعيَّة فيما يتعلَّق بأخذه للبعض، ولو للبعض فقط، هذا من جانب إنك تفرض على نفسك التقليد وتحكم على نفسك بأن تكون مُقلِّداً باستمرار، وتحكم على نفسك مهما كان الأمر في الاختيار، تحكم على نفسك أن تكون سائراً في ركاب الصالح، كما تقول، من الحضارة الأوروبيَّة.

أين أنت؟ أين شخصيتك؟ أين ذاتيتك؟ هذا أمر. 

الأمر الثاني هو: أننا بمجرد أن نبدأ في الاختيار استحال هذا الاختيار، استحال لأن الناس يختلفون أمزجة وأهواء ومشارب، والأمر – أمر الاختلاف – في غاية الوضوح.

نأخذ مثلاً الاستحمام على الشواطئ: سيقول قوم إنَّها صحة ورياضة، وسيقول قوم إنَّها رجس من عمل الشيطان، ولا يتأتى مُطلقاً أن يَستسيغ المسلم أن يذهب إلى الشاطئ ويكشف عورته أو أن تذهب زوجته أو ابنته أو أخته إلى الشاطئ وتكشف عورتها، سيختلفون: أنصار الشيطان سيقولون: إنه مستساغ، وأنصار الرحمن: إنه ليس بصالح.

الاختلاط اختلاط النساء بالرجال: سيقول قوم إنَّها حضارة وتقدُّم ومَدنيَّة، وسيقول قوم إنَّها فساد ورِجْسٌ.

فائدة البنوك، سيقول قوم إنَّها عملٌ اقتصادي سَليم سار عليه الاقتصاد الأوروبي، وما زال يَسير، وسيقول قوم: إنَّ الفائدة ربا وهي إذن محرَّمة.

وتعالَ إلى أيِّ موضوع من الموضوعات النظريَّة هذه فستجد الاختلاف بين الفريق الذي يقبل والفريق الذي يُعارض.

ورقص المخاصرة يمارسه قوم ويَستسيغونه، وبلغة آخرين كعامل من عوامل إثارة الشهوات ويرون فيه أيضاً انتهاكاً للعِرْض واضحاً.

الاتفاق إذن على الصالح: على كونه صالحاً وعلى الفاسد: على كونه فاسداً سوف لا يتأتى، والآراء كلها إذن تنهار أمام النقد وتختلف فيها ما هو الطريق إذن؟ أليس هناك إلا أن نأخذ بالحضارة أو نرفض الحضارة، أو نتوسَّط فنأخذ بالصالح ونرفض الفاسد؟ وصلنا إلى طريق مسدود، وكان لابدَّ من أن نصل إلى الطريق المسدود، لأننا لم نتَّجه الاتجاه السليم في الموضوع إننا نسينا إسلامنا وحضارتنا وثقافتنا وديننا.

نسينا كلَّ ذلك واتجهنا مباشرة إلى أوروبا ولو تساءلنا من المبدأ:

ما هو المنهج الإسلامي فيما يتعلَّق بالنهضة؟ ما هي الطريقة الإسلامية فيما يتعلق بالنهضة؟ إننا في حضارة مُعيَّنة، في دين مُعيَّن، في ثقافة مُعيَّنة، فلم نترك كل ذلك ونذهب مُتسائلين فيما يتعلَّق بأوروبا؟ ما هو ارتباطنا بها؟ نأخذ حضارتها، نتوسَّط في الموضوع، كل ذلك لم يكن الوضع الصحيح أو الوضع السليم للمشكلة، وإنما الوضع الصحيح أو الوضع السليم للمشكلة هو:

ما هو المنهج الإسلامي أو المنهج القرآني أو المحمدي فيما يتعلَّق بنهضة الشعوب الإسلامية؟

وإذا جئنا إلى هذا المنهج فسنجده بإذن الله واضحاً، سهلاً ميسراً، إنَّ أول كلمة في الوحي، إنَّ أول كلمة على الإطلاق هي: [اقْرَأْ] {العلق:1}. وهذه الآيات الكريمة الأولى من الوحي فيها: القراءة وفيها العلم والتعليم، وفيها القلم، والأمر في غاية الغرابة فيما يتعلَّق بدين من الأديان لا يبدأ بإثبات وجود الله تعالى أو الحديث عن الوحدانية مباشرة، والاستفاضة في ذلك وإنما يبدأ بالعلم بالقراءة، بالكتابة، بالقلم وما يسطره، كل هذا كان ابتداء الرسالة الإسلامية، ابتدأت الرسالة الإسلامية باقرأ، بدأت بالعلم، وكان أول قَسَم أقسم الله سبحانه وتعالى به كان بالقلم وما يسطر بالقلم، ثم تستفيض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حاثَّة على العلم موجبة له، فارضة له، باعثة عليه، تتحدَّث الآيات القرآنيَّة عن العلم بالقصص، وتتحدث عن العلم بالأسلوب المباشر.

من القصص الموجه مباشرة إلى التربية والذي تستفيد منه التربية مباشرة، وكأنه موجه إليها أنَّ سيدنا موسى عليه السلام يجلس بين قومه فيقول له أحدهم هل هناك من هو أعلم منك؟ فيقول: كلا، ويُعاتبه الله سبحانه وتعالى على ذلك، إنَّ الشخص الذي ينتهي به الأمر إلى أن يعتقد أنه لا أحد أعلم منه في الأرض يجمد على وضع معين، وينتهي في العلم إلى حد محدود ويمكث هكذا لا يزداد، يأخذه نوع من الاكتفاء فيصبح كالماء الراكد لا يَسير، ويقول له الله سبحانه وتعالى يخبره أنَّ هناك عبداً من عباده يعلم ما لا يعلمه موسى عليه السلام، يجوز أن يكون جاهلاً ببعض ما يعلمه موسى عليه السلام، ولكنه على كل حال عنده علم، نوع من العلم ليس عند موسى عليه السلام.

ويأتي موسى صلى الله عليه وسلم بفتاه ويقول له: [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا] {الكهف:60}. لابدَّ أن أقابل هذا العبد هذا العبد من عباد الله ولو مكثت في السفر دهوراً وأحقاباً، ويأخذ موسى عليه السلام فتاه ويسافران سفراً مجهداً، يقول عنه موسى: [لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا] {الكهف:62}، ويلتقي بهذا العبد، والتعبيرات القرآنية في هذا اللقاء في غاية الدقة: 

إنه يبدأه بقوله: [قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا] {الكهف:66} كلمة: (هل) هنا ألغت شخصية موسى، إنه عليه السلام بدأ بكلمة: (هل)، ولم يقل إني أريد، وإنما قال: هل، ثم يتبع كلمة هل، كلمة: (أتبعك)، لم يقل أصاحبك، أو أرافقك، أو أزاملك، وإنما قال: أتبعك.

كلمة (هل) وكلمة (أتبعك) في غاية الدقة في موقف التلميذ من الأستاذ، وما كان موسى عليه السلام في هذه الفترة التي يقضيها مع الخضر إلا تلميذاً مع أستاذه: [هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا].

ولم يترفَّق الأستاذ به مع إلغاء الشخصية ومع التبعية لم يترفَّق به، وإنما قال له رفضاً يشبه الحث، أو حثاً هو في صورة رفض: [قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا] {الكهف:67}، ويبين له بهذا الموقف أنَّ العلم في حاجة إلى صبر، وأن من ليس بصابر لا يتأتى له مطلقاً أن يصل في العلم إلى درجات المخترعين أو المبتدعين، أو كبار المثقفين: [إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا]. 

وكأنه يقول له نحن في ابتداء الطريق وأنا أشترط الصبر، فإذا كان عندك الإرادة العازمة على الصبر فعرِّفني بذلك، ولم يكن هذا رفضاً صريحاً، ويقول له موسى صلى الله عليه وسلم في أسلوب التلميذ المتواضع، التلميذ الصادق التلمذة: [قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا] {الكهف:69} عدم عصيان أمر الأستاذ: [وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا]، والأستاذ الذي نتحدَّث عنه هو من توافرت فيه شروط الأستاذيَّة.

ويقول له العبد الصالح غير مُترفِّق أيضاً يقول له: [فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي]، لم يقلْ فإن رافقتني أو زاملتني أو صاحبتني، وإنما قال: [فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا]، لا تسألني عن شيء؛ لأنَّ الأستاذ الجدير بالأستاذيَّة يَستفيض حينما تكون هناك ضرورة للاستفاضة ويوجز حينما يقتضي الأمر الإيجاز، بل ويَسكت حينما يَقتضي الأمر السكوت.

ومن الأشياء المعروفة أنَّ أفلاطون مثلاً كان له درسان، درس عام للجمهور، ودرس آخر لخاصة تلاميذه، في هذا الدرس الآخر كان أحياناً الدرس من أوله إلى آخره صمت، لا كلمة فيه، وإنما يُطلق أفلاطون في المبدأ كلمة من الكلمات ليفكروا فيها، كلمة شجاعة، كلمة الفضيلة، كلمة العِفَّة، كلمة من الكلمات ليفكروا فيها، ويتركهم يفكرون طيلة الدرس وينتهي الدرس دون أن يقول أفلاطون شيئاً، وكان هذا الدرس درس خاص تلاميذه، وليس درس الجمهور، أما درس الجمهور فإنَّه كان يتحدث فيه على سجيته. 

إنَّ القرآن الكريم يتحدَّث عن العلم في صورة قصص، عن العلم الذي يُربي ويُهذِّب ويوضِّح القرآن المعالم، والصلات بين الأستاذ والتلميذ ويتحدَّث عن قوة العلم وإلى أي مدى يمكن أن يصل العالم في القوة، فيتحدث في قصة أخرى.

يجلس سليمان عليه السلام بين قومه ويأخذون في الحديث عن مملكة سبأ ويقول سليمان: [أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا] {النمل:38}. ويخاطبه عفريت من الجن يقول: [أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ] {النمل:39}. ويستبطئ سليمان الأمر، قبل أن تقوم من مقامك؟ ساعة أو ساعتين أو ثلاث ساعات يَستبطئ سليمان عليه السلام الأمر، إذ يجوز أن يمكث سليمان في المجلس ثلاث ساعات أو أربع ساعات، ويسأل من جديد: [قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ] {النمل:40}. 

وهنا كلمة: [عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ] تَنفي المعجزة [عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ] إنَّه يحدد: من الكتاب، فهي تنفي إذن المعجزة، إنَّها صورة من صور العلم، أسلوب من أساليب العلم.

والواقع أنَّ القرآن يحدثنا في عهد سليمان صلى الله عليه وسلم عن حضارة قوية مُزدهرة، يقول الذي عنده علم من الكتاب؟ ليس هذا العلم من الوحي، وليس هذا العلم من الكرامات، وليس هذا العلم من المعجزات، وإنما هو من الكتاب، ومعنى ذلك أنَّ العلم بسلطانه ولقوته وبالتغلغل فيه وبالتعمق فيه يصل إليه مَرَدة الجن والشياطين فيما يتعلَّق بقدرته في الأشياء، وسواء اتفق المفسِّرون على هذا الأسلوب من التفسير أو لم يتفقوا فإنَّه من غير ما شك نوع من التفسير، وإن لم يتفق عليه الجميع.

[للمقالة تتمة في الجزء الثاني]

المصدر: (مجلة الجديد، 1 يوليو 1978 - العدد 156).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين