الاحتلال الخارجي والاحتلال الداخلي و تبادل الأدوار !؟

 

الاحتلال الخارجي كما هو معروف : دولة تفرض نفسها على دولة أخرى

وقد يكون سياسياً كتبعية بعض حكومات المنطقة ، أو عسكرياً كما كان في الجزائر وغيرها من بلاد العرب ، أو اقتصادياً وأمثلته كثيرة فيما يسمى العالم الثالث !؟ وهناك الثقافي والصناعي والتقني والزراعي ! وأمثلته بعدد الأنظمة الذليلة ، والشعوب الساكتة عن حقوقها ! 

وعندما يضطر الخارجي للرحيل ولو ظاهرياً ، يبحث عمن يحل محله من نخب : سياسين ، أو عسكريين ، أو أحزاب ، أو طوائف عقدية ، أو عرقية !وهو ينظر إليها بعين العناية والمتابعة ، وهي تنظر إليه بعين المنقذ والمخ?لص !؟ 

فعملاء الاستعمار زمن الانتداب في سورية الذين بكوا على فراق الأم الحنون ( فرنسا ) نادبين حظهم لأنها تتركهم لعدوهم التاريخي ( الشعب السوري ) كما في رسائلهم إلى زعمائها في باريس ، اعتادوا على العمالة !؟فهم يبحثون عن ولي نعمة يسندهم ويؤيدهم ، فوجدوا في إيران بغيتهم ، وحين لم يشعروا بالطمأنينة ، جلبوا احتلالاً آخر ، وهو الاحتلال الروسي !؟

إن مما يعرض المجتمع للاحتراب الداخلي أن تعمد طائفة أو عرق معين إلى فرض رؤيته على المكونات الأخرى ، فيصادر حريتها ، ويلغي رأيها ،ويحرمها من حقوقها ، ويتمتع بخيرات البلد ، وكأنه مُلك خاص لطائفته أو عِرقه ، مما يهدد السلم الاجتماعي ، وتتعرض فيه المواطنة إلى افتئات وظلم كبيرين !؟ وهذا مايسعى إليه الاحتلالان الداخلي والخارجي وهما يتبادلان الأدوار !؟ 

إن إلغاء الاحتلال الخارجي مالم يتبعه إلغاء للاحتلال الداخلي ، يجعل البلد ، أي بلد عرضة للوقوع تحت نفوذهما مجت?مِع?ين ، أو منفرِد?ين !؟ 

وهذا أمر مُشاه?د ومحسوس في سورية ولبنان ، ودول أخرى من دول الإقليم مرشحة لتكون فيها هذا الحالة المزرية !؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين