التعالم ، والخوض فيما لايحسنه المرء ، مهلكة !؟

 

رحم الله عبداً عرف حدّه فوقف عنده !؟ أجزم أن كثيرين ممن ينطبق عليهم ماجاء في هذه المقالة التي أنقلها ، قد ضاع وأضاع غيره ممن وافقوه !؟

مقالة مختارة :

قال: لا داعي لنرجع إلى العلماء ونؤجر عقولنا لأفكارهم بل نعتمد على أنفسنا

 قلت:وهل ستقول أيضا في العلاج لا نرجع للأطباء ونؤجر عقولنا وأبداننا لأفكارهم بل نعتمد على أنفسنا!! وفي الهندسة كذلك ، وبقية العلوم والصنائع !! وهل يقول بهذا عاقل ؟

 ومع هذا يمكن لأي شخص أن يعتمد على نفسه إذا تم الالتزام بلوازم ذلك ..

قال:إذاً ما هي الحقوق التي لو التزمنا بها صار لنا الحق في الاعتماد على أنفسنا والاستقلال بعقولنا من غير الرجوع والاستفتاء ؟

 الجواب : إنه نفس الأمر الذي به تملك الثقة بنفسك في عدم الرجوع للطبيب والمهندس وغيره! وهو أن تكون منهم ، أن تنال ما نالوه من العلم ..

ولو قام الجاهل بالطب بتقديم عقله لأزهق الأرواح ولأتلف المهندس الأموال وهكذا..

وفي العلم الشرعي أيضاً لا يتلاعب بالدين ؟ ولهو أشد خطراً من إزهاق الأرواح والأموال..

فمن أراد الاعتماد على نفسه فليخض الطريق الذي خاضه من استحق أن يكون عالماً في فنه 

ولا يقول قائل : القراءة تكفي .. 

فإن القارئ في الطب مهما برع فلن يصل لأن يكون محل ثقة .. 

وكذلك الحال في علم الشرع ..

 فلئن كان الطبيب ينفق من عمره قرابة العشر سنوات من العلم والعمل قبل أن يفتي في مجاله. ومع ذلك لن تجد قط أخصائي العيون يفتي لك في الأسنان ، والباطني في العظام ! فلا يزال علمه محدود ..

 فما بالك بعلوم الشرع والتي تُفنى فيها الأعمار ، ويظل المجتهد يلازم دروس العلم والعلماء ممن قبله ويتعلم القواعد والمتون منذ نشوء أظفاره إلى انحناء ظهره .. ولا يزال مع ذلك لا يتطرق فيما لا يحسن من الفنون التي لم يتقنها ، ولا يفتي فيها ..

 ولذلك فقد اتفقت العقلاء على اختلاف أفكارهم وعقائدهم وألوانهم وأجناسهم وعصورهم أن لكل فن أهله ، وأن من دخل في غير فنه أتى بالعجائب كما قال الحافظ ابن حجر

 وكما يشترط في أصحاب العلوم الدنيوية الأمانة، فعلوم الشرع تفتقر بجانب الأساسيات والقواعد إلى الخوف من الله ، الورع والتقى ....

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين