ظلم كبير للفقه والفقهاء ورؤية ضبابية

عندما يكون البعض في حاالة نفسية غير مستقرة ، ومصاب بعقدة نفسية فهذا يفقده التوازن فييما يطرح من أفكار ، ويجعله في اضطراب فكري يبعده عن الصواب ، فيصبح في تخبط يرى من خلالها رؤية سوداوية لكل من يخالفه في قناعاته الخاصة بها : فيرى في الفقهاء أنهم ظالمون للمرأة وينظرون لها أنها مجرد أمَة لا قيمة لها، ويسعون إلى سلب حقوقها بكل وسيلة .

بل وصل به الأمر إلى أن يتقول على الفقهاء ما لم يقولوه ويفهم منهم ما لم يريدوه : وأضرب على ذلك نموذجين مما عرضه الكاتب في منشوره مما يدلل على ما سبق؟

1- يقول : بعض الفقهاء قالوا : (عورة المرأة هي السوأتان أمام النساء ، وإذا فعتله تعامل وكأنها اقترفت كبيرة ثم يتركون الرجل يخرج بالشررت أمام النساء والرجال ).

#الجواب :

أ- سألت نفسي ماذا يريد في عرضه لهذا القول الشاذ : 

هل في ظهور الأم أمام بناتها والأخت أمام أختها ، وكذلك أمام صديقاتها بل وأمام النساء الغريبات وهي لا تغطي الا سوأتيها تكون تحررت وتقدمت وأخذت حقوقها ؟؟!! 

والله أن في هذا لأكبر إهانة لهذه المرأة بهذه الفتوى الشاذة ، لأنها بعد ذلك تتساهل وتظهر بهذا العري أمام أولادها وأمام إخوانها ، وبعد ذلك يحدث ما لا يحسن عقباه .

ب- ثم ما علاقة الفقهاء والعلماء بالرجال عندما يخرجون بالشورت أمام النساء والرجال هل هم الذين أباحوا لهم ذلك ؟!! 

هل اعتمد هؤلاء الرجال عند خروجهم بالشورت على فتاوى الفقهاء ؟؟!! 

أم أنه تقليد أعمى واتباع لموضات بشعة والفقهاء أشد المنكرين لها !!!!

فلماذا تُـحَمِّل العلماء أمراً لا شأن لهم به ؟؟!!

2- ومحاولة منه في العبث بدين الله والفتوى بغير علم تصور أن الفتوى أمرها يسير وتصر ذلك كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الرجل يعلمه دينه في عشر دقائق ، وبعد مدة يسيرة يرسله نائبا عنه ليكون مفتياً ؟؟!!!

هكذا بهذه البساطة عشر دقائق يتعلم الإسلام مدة يسيرة يصبح مفتياً !! 

وهذا تحريف أيما تحريف ، عندما عدد العلماء أسماء الصحابة الذين بلغوا درجة الفتوى والاجتهاد لم يتحاوز ذلك الأربعين ، سيدنا خالد بن الوليد على جلالة قدره لم يصل لهذا المقام 

ثم يضرب على ذلك مثلا الإفتاء ( بجواز تزويج المرأة نفسها بلا ولي ) ، وقد ناقشته من قبل في هذه القضية ، فهي يعتبر بحسب نظرته العدائية للفقه والفقهاء ان جمهور الفقهاء عندما افتوا بعدم جواز نكاح المرأة بلا ولي سببه عدائهم للمرأة ونظرتهم القاصرة لها باعتبار أنها لا تستطيع تقييم الرجال .

مع أن جمهور الفقهاء عندما أفتوا بذلك فهم لم يعتمدوا على عقولهم ونظرتهم الدونية للمرأة بل متبعين بذلك نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو الذي أبطل مثل هذا النوع من النكاح عندما قال : ( لا نكاح الا بولي وشاهدي عدل ) وقال ( أيما امرأة نكحت نفسها فنكاحها باطل )

وهم بإبطالهم لهذا النوع من النكاح كان الهدف هو حمايتها ممن يحاول أن يخدعها بكلامه المعسول ، فوليها : أبوها أو إخوانها أخبر بحقائق الرجال فسيساعدونها في ذلك بالسؤال عن حال الساب ودينه وأخلاقه ممن عاشره واختلط به .

وكم ندمت بنات كثيرات عندما تزوجت بغير أذن وليها وكانت فريسة لشاب ماكر لم تجد عنده ما وعدها به ، ورأت منه من الأخلاق الفاسدة والتعامل الظالم .

وأما الحنفية فإنهم عندما أجازوا نكاحها بغير ولي فليس على إطلاقه ولكن وفق ضوابط منها : أن يكون من عقدت عليه كفؤا لها من ناحية الدين والخلق ، وإذا كان غير كفؤ لها فيستطيع الولي فسخ هذه العقد عن طريق القاضي . 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين