في الذكرى الأربعين لمجزرة حماة الحقد لا يسقط بالتقادم!؟

(حقائق الأمس واليوم)

عندما تغلب (غورو) على وزير الحربية السوري "يوسف العظمة " وجنده الميامين في موقعة ميسلون، توجه فورا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي قرب الجامع الأموي بدمشق، وركله بقدمه وهو يقول:

" ها قد عدنا يا صلاح الدين "؟

وعندما توجه قائد الجيوش الإنجليزية إلى السودان، هجم على قبر المهدي الذي سبق له أن حرر السودان، وقتل القائد الإنجليزي " غوردون " ووقف هذا القائد الإنجليزي على قبر المهدي، ونبشه، ثم قطع رأسه وأرسله إلى عاهر إنجليزي، وطلب إليه أن يجعله مطفأة لسجائره!!

و كرر بوتين ذلك عندما دخل سوريا بطلب من الأقزام المتسلطين على شعبها فتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبي في دمشق، ووقف بجواره مستعلياً ليأخذ صورة له توثق انتصاره المزعوم!؟ وهذا مالم يفطن له غورو!

و عندما اجتاحت قوات لاحتلال الداخلي مدينة حماة في شباط عام 1982 لم تكتف بهدم المساجد والكنائس والمتاجر والمدارس والمستشفيات، ولم يشف غليلها قتل الأحياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقيمين في دور العجزة، فاتجهت إلى المقابر لهدمها!؟

و كان مما فعلته هذه القوات أنها هدمت المساجد التي تحمل أسماء الأبطال، كما فعلت في مسجد الجامع النوري الذي يحمل اسم البطل نور الدين الشهيد، أحد قادة المقاومة ضد الجيوش الأوروبية في فترة الحروب الصليبية، وراح أفراد العصابة المهاجمة يبحثون عن أضرحة أبطال مقاومة الحروب الصليبية فينسفونها بحقد عجيب، انتقاما لثأر قديم من المدينة المجاهدة التي عجز الصليبيون عن اختراق أسوارها خلال محاولات مخفقة استمرت أكثر من [250] عاما.

و كذلك فعلت بالمسجد الذي يحمل اسم العلامة المجاهد محمد الحامد الذي كان رمزا للعالم العامل المجاهد الزاهد!و لم يسلم من شرها حتى الزوايا التي انقطع فيها العباد عن الدنيا وأهلها، ولا الأماكن التي تحمل إرثا تاريخيا إسلاميا لكونها تذكر بأمجاد الماضي!؟ وتكررت أحقادها فنسفت قبر الخليفة الزاهد العادل عمر بن عبد العزيز في الدير الشرقي قرب معرة النعمان!؟ وقد فعلت مثل ذلك في حمص، فنسفت قبر الصحابي خالد بن الوليد ومسجده القائم الذي يُذكر بانتصارات الإسلام وجنده الميامين!؟

وإذا كان الثأر من الأحياء مألوفا، فبماذا يفسر الثأر من الأموات، أم أنه الحقد الذي لا يفرق بين الأحياء والأموات، ولاينتهي بالتقادم؟!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين