في ظلال القرآن

الحياة في ظلال القرآن نعمة ، لا يعرفها إلا من ذاقها

نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه

من عنوانه تعرف ما أراده الأديب الكبير الشهيد بإذن الله سيد قطب 

فهو ليس تفسير للقران ولابحثا عن فقرات القرآن 

هو كتاب عاشه صاحبه بروحه وفكره وشعوره وكيانه كله ، عاشه لحظة لحظة ، وفكرة فكرة ، ولفظة لفظة

يكفي أن تعلم أن كاتبه كتبه في السجن الحربي لطاغوت النيل

كتاب أجلس عالم جليل على ركبتيه داعيا : 

اللهم كما فهمت سيد كتابك فهمني كما فهمه

طبعته الأولى كانت منذ أكثر من خمسين سنة مضت ، طبع إلى الآن أكثر من خمسين طبعة 

وهو ست مجلدات ضخمة ، ولو سألت أصحاب المكتبات عن أكثر الكتب مبيعا لقيل لك الظلال

مع أن هناك كتب في التفسير عظيمة جدا ، أخرجها بثوب جديد علامة حلب وبلاد الشام الشيخ الجليل محمد علي الصابوني حفظه المولى ، منها تفسير ابن كثير وتفسير الطبري

لكن الظلال لكنه نكهة خاصة ، فهو من أديب متمكن كان من مدرسة العقاد الأدبية ثم صار من مدرسة الرافعي

كان عندي نسخة من الظلال ، فأبى الظالمون إلا كفورا ، في ليلة ظلماء جاء جنود رفعت فأخذوا مكتبتي وفيها الظلال ومحاضرات السباعي والمبارك ، اخذوها وهم ينادون وحدة حرية اشتراكية

وحدة هدموها لما قامت ،

اقطاعي العسكر؟

اسأل كم دخل الجنرال منهم في الشهر؟

اسأل بنوك سويسرا عن أرصدتهم؟

هذا الظلال يهز العروش ، ويزعزع الكراسي ، وكلماته صواريخ ليست فراغية لكنها ربانية

استطاع سيد بأسلوبه العذب أن ينقل الناس إلى جو القران من جديد ، بحيث يتذوقونه غضا طريا كما أنزل ،

ادرك فيه ماوراء المعاني والحروف من أسرار ، كان سيد فيه صاحب مدرسة جديدة في التفسير ، ألا وهي التفسير الحركي في القرآن ، بعقيدة صافية ، وفكر خال من الشوائب ، تركز حول موضوع التوحيد الخالص ، وبيان المعنى الحقيقي ل ( لا اله الا الله )،، وركز على مسألة الحاكمية ، والولاء والبراء

هذا الظلال جندت له الألوف من رجال الأمن لملاحقته ، والبحث عنه ، دخلوا على أخينا الشيخ علي العلاف رحمه الله 

وكان مغرما بالكتب القيمة ومنها عميد الكتب الظلال ، أخذ الجنرال من جنود رفعت كتابا وفتحه قائلا : ماهذا 

أجاب الشيخ علي هو تفسير قرآن ، قال الجنرال : تفسير قران لا بأس ، بس مايكون الظلال ؟؟؟ والظلال في يده مفتوحا ، لكن المولى قال ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) 

ثم صوردت المكتبة؟

إن الشمس لايبصرها العميان ، واستمر هجوم الظلمة على مكتبات حلب يفتشون عن الظلال ، لكن الله أعمى أبصارهم ، ( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )

انا وبحمد الله قارئ نهم للكتب الاسلامية الحديثة ، صدقا ماقرأت كتابا جيدا الا وفيه نقول متعددة من الظلال 

كان آخرها ( التمكين في الأرض ) لا تجد خمس صفحات إلا قال صاحب الظلال ، في كتاب واحد عظيم تعددت أكثر من خمسين مرة ينقل فيها عن الظلال ، يزين كتابه بنصوص من الظلال ،

كتاب طبع طبعات مشروعة حتى 2004 اكثر من أربع وثلاثين مرة 

ترى كم طبع إلى 2016؟

ان دوائر الاستشراق الاستعمارية عرفت خطر هذا الكاتب ، وخطر كتب اخيه محمد قطب رحمه الله 

وخطر كتب أخته امينة رحمها المولى ،

كان سيد سجينا في طرة فبعث الملك فيصل بن عبد العزيز إلى العبد الخاسر اعطنا هذا الكاتب وكل ميزانية مصر علينا ، لكن الأوامر من موسكو قالت خلصونا منه ومن قلمه ، فتم إعدامه أسكنه المولى فسيح الجنات

كتب سيد مقالا بعنوان إسلام امريكاني صار حديث القوم في أوربا كلها

( الإسلام الذي يريده الأمريكان ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار ، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان ، ولكنه الإسلام الذي يقاوم الشيوعية ، إنهم لايريدون للإسلام أن يحكم ، إنهم يريدون اسلاما أمريكيا ، الإسلام الذي يستفتى في نواقض الوضوء ، ولكنه لايستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، والمالية ،

إنها لمهزلة؟

بل إنها المأساة؟

، ومن يقرأ كتبه المستقبل لهذا الدين ، والعدالة ومعركة الاسلام والرأسمالية ومعالم في الطريق يدرك ذلك

كان الاتفاق مع ظالم العرب والمسلمين العبد الخاسر عبد الناصر أن يأتي أمراء من قبل فيصل الشهيد فاعدم سيد في فجر اليوم ، قبل أن يأتي أحد من السعودية لاستلامه كي يعيش في مكة مهبط الوحي ، لكن قدر الله إذا جاء لايؤخر

ولعنة الله على الظالمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا 

وهم بالآخرة هم كافرون

يارحمة الله امطري سيدا بالرحمات ، وسلام على امة تشنق المفكرين؟

ولا حول ولاقوة الا الله .

ترجم كتاب الظلال الى الانجليزية والفرنسية والالمانية والاردية والتركية والاندونسية والفارسية والبنغالية

ولله الامر من قبل ومن بعد

والله اكبر ولله الحمد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين