قف قف قف فالإشارة حمراء

 

أيهما تحتاجه الأمة اليوم ربط المعدة والأسنان أم ((ربط اللسان ))؟

الذين يحتاجون ربط المعدة لتخفيف الوزن أو ربط الأسنان لنفس الغرض قليلون جدا بالنسبة للذين يحتاجون ربط حزام الأمان، والذين يحتاجون ربط حزام الأمان قليلون جداً جداً بالنسبة لمن يحتاجون ربط اللسان. 

ربط المعدة والأسنان وحزام الأمان عرف حديثاً ومنافعه بدنية ودنوية.

أما ربط اللسان الذي يعود بمنافع دينية وأخروية فقد عرف منذ صدر الإسلام حيث جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه في حديث طويل ومنه (.....ألَا أُخْبِرُكَ - يعني يا معاذ -بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ -يعني الدين والإسلام -قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ !!) 

وإنني هنا أخاطب نفسي أولاً والجميع ثانياً وعلى الأخص علية القوم من الدعاة وطلاب العلم أن يدخلوا العيادة النبوية لربط اللسان وكفِّه عن أعراض المسلمين حيث حذرنا صلى الله عليه وسلم من استطالة اللسان في أعراض الناس. 

ولقد ابتليت الأمة في الآونة الأخيرة بسبب الثورة وما رافقها من واقع مرير وتعدد الفصائل والآراء، واختلاف المدارس الإسلامية في وجهات النظر. أقول: ابتلي الكثيرون ومنهم بعض الدعاة منا في تخوين الناس وتجريمهم وتأثيمهم على الظنة والتخمين وقد تجاوزوا الإشارات الحمراء في هذا الموضوع بحيث لم يسلم أحد -إلا ما رحم ربي -فواحدنا إما جارح مخوِّن ومؤثِّم، وإما مجروح مُخوَّن ومُؤثَّم وكل هذه الفضائح على صفحات التواصل. 

وأعتقد أن الأمر قد خرج عن حدود النقد البناء والحوار وطرح وجهات النظر إلى أكل لحوم البشر بسبب الغيبة المحرمة. 

ووالله لأن يجلس الإنسان ملازماً حِلس بيته خير له من أن يسرح ويمرح في أعراض إخوانه ولو كان يجاهد في سبيل الله.

صدقوني إنها مصيبة المصائب وقد تفوق مصيبتنا بسبب أكابر مجرمي سورية 

وظالميها ومن شايعهم .

ذلك أن مصيبة اللسان الذَّرِب الطويل تؤدي بصاحبها إلى النار كما سبق في الحديث الشريف. 

وأنتم تعلمون أن الناس يوم القيامة يحاسبون على نياتهم أولاً والنيات لا يطلع عليها إلا الله عز وجل. 

فاللهم أطلق ألسنتنا بذكرك وتسبيحك والصلاة على نبيك وبالكلمة الطيبة وكفَّ ألسنتنا بالسوء عن أي أخ مسلم يارب العالمين 

وبالمناسبة فإني أعلن لكم أنني مسامح كل من اغتابني في أيِّ موضوع خاص أو عام وأستغفر الله من كل كلمة وقعت بسببها في عرض أخ، وأرجو من كل أخ أو أخت رجاء خاصاً المسامحة التامَّة بهذا الخصوص. والحمد لله رب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين