ملاحظات حول ما ذكرته السيدة ليلى الرفاعي في مدونتها ( مداجن دينية سورية تُفرِّخ في إسطنبول )

 

ما قالته السيدة ليلى الرفاعي لا يسهم في النقد البناء ، بالقدر الذي يسهم في الهجوم على الآخر وإلغائه، وإلصاق أبشع التهم عليه ، مع التعميم الغير اللائق الذي لم تستثن منه أحداً فجعلت من جميع القائمين على التعليم الديني والمعاهد الشرعية كلهم بنفس المواقف ونفس الرؤية وبنفس المواصفات.

نعم هناك أخطاء يقع بها القائمون على تلك المعاهد وقد يصل إلى حد التقديس للشيخ مع العصبية المقيتة للجماعة التي ينتسب إليها المريد .

ولكن هذه الأخطاء لا تعالج بالهجوم على الجميع والتعامل معهم بنفس الطريقة ، ونسيان الذين كانت لهم مواقف مشرقة مع الثورة سواء من بعض المشايخ أو من طلبة العلم الشرعي .

وهذه بعض الفقرات التي جاءت في مدونتها مع التعقيب:

 

1-  تقول الكاتبة : ( مما أسهم في إنشاء جيل يتمتعُ بالجمودِ العقلي الذي يجعله مُسلِّمًا بكل فكرة دون إخضاعها لأي معالجة عقلية)

اتهام الجميع بالجمود العقلي اتهام باطل  ، وقد يكون يقع به البعض في فترة من الزمن، ولكنه بعد ذلك يتحرر ، وهذه ظاهرة طبيعية لدى جميع التيارات الإسلامية، وليست خاصة بالمشايخ ومريديهم ، والكثير منهم بعد القراءة والاطلاع ولقائه بالآخرين وسماع تجاربهم خرج من هذه القوقعة.

2- ثم الهجوم كذلك على المناهج : ( ناهيك عن الكتب التي اختيرت للتدريس بطريقة ممنهجة مُوجِّهة للفكر باتجاه الموت المطلق).

الكتب المعتمدة في كثير من المعاهد الشرعية تخرج بها كبار علماء الأمة ، ولا تؤسس للموت المطلق ، وأخشى أن تكون دعوة للخروج على تراث الأمة كما يدعو له الحداثيون والعلمانيون .

3- ثم هجومها على العلماء والأئمة المجتهدين بقولها : ( من أنت حتى تخالف كبار العلماء والمجتهدين) ، نعم فتح الباب لتخطئة كبار العلماء والمجتهدين لكل من هب ودب هذا خطأ كبير ممن لا يملك العلم وأدواته في النقد حسب الأدلة والبراهين العلمية ، وإلا أدى ذلك إلى أن يتكلم الجهال وأنصاف طلبة العلم فيخطئوا كبار علماء الأمة وأئمتها ، وتنتشر آراؤهم الشاذة المبتورة.

4- ثم تزيد على ذلك بوصف من يتخرج من هذه المدارس بالعقد النفسية والتشوه عندما تقول : ( وعلى الصعيد النفسي كانت هذه المعاهد كفيلةً بأن تخرِّجَ جيلًا مشوَّهًا نفسيًّا بسبب عوامل تربوية مغلوطة عن الدين والكون والحياة والواقع) .

أظن أن من يقرأ هذا الأسلوب في النقد سيزيد هؤلاء المشايخ وطلبة العلم الشرعي إصرارا في رؤيتهم والتقوقع على أنفسهم ، ونكون بذلك لم نحقق الغاية المطلوبة في الإصلاح والتغيير .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين