الحجاب بين الدين والثقافة (2)

عُرف عن المحدّث الشيخ ناصر الدين الألباني (1914-1999) إنكارُه بإصرارٍ إلزاميّةَ غطاء الوجه للمرأة، بل خصّص لهذا الموضوع كتاباً قصيراً بعنوانٍ طويلٍ هو (الردّ المفحِم، على من خالف العلماءَ وتشدّد وتعصّب، وألزم المرأة بستر وجهها وكفّيها وأوجب، ولم يقتنع بقولهم: إنّه سنّةٌ ومستحَبّ).

وقد حَدَثَ أن أحرجه أحدُهم في بعض دروسه عندما سأله عن حكم كشف المرأة لوجهها. وحين ردّ الشيخ على السائل بجواز كشف المرأة لوجهها؛ فاجأه هذا الأخير بقوله: وهل طبّقتَ هذا على بناتك يا شيخ؟ ولم يتردّد الشيخ في اعترافه للسائل، وكذلك لجمهور الحاضرين، بتغطية بناته جميعاً لوجوههنّ، وعلّل لهم هذا بأنّه سنّةٌ ومستحبٌّ وليس واجباً، ولكنّه اعترف، إلى جانب ذلك، بقوّة تأثير "المواضعات الاجتماعيّة" السائدة من حوله، ومحاصرتها له ولبناته في هذا الأمر.

حادثةٌ صغيرة صادف أن شهدتُها بنفسي، ولكنّها تجسّد لنا بصدقٍ، وبعمق، تلك الحدود التي غدت هشّةً على أيدينا بين الدين والثقافة، وهي نتيجةٌ طبيعيّةٌ لعصورٍ من الجهل بأحكام الدين، ومن التشوّه لصورة الثقافة، ومن التمييع، المتعمّد أحياناً، للحدود الفاصلة بينها وبين الدين في رؤوس أبنائنا وبناتنا من الأجيال المتأخّرة.

والمؤلم؛ أنّ ثقافة الأرض، البشريّة طبعاً، ومِن ضمنها ثقافة الحجاب كما سنستعرض في الأسطر القادمة، ما زالت، في بعض الجيوب الزمانيّة والمكانيّة، تهيمن على ثقافة السماء عند الكثير من المجتمعات، فتتخذ لديها أحياناً شكلاً محيّراً يصعب على العقل والمنطق الإنسانيّ تفسيره.

في الخمسينيّات من القرن الماضي؛ كان غطاء الوجه هو الذي يميّز المرأة المسلمة في الشام عن غير المسلمة. ولم نكن نرى في تلك الأيام ما يُعرف اليوم بـ "الإيشارب" أو غطاء الشعر، إذ لم يكن لدى المجتمع الشاميّ آنذاك، في دائرة المدينة على الأقلّ، أيّ حلولٍ وسطٍ مع المرأة: إمّا أن تغطّي الشعر والوجه معاً، (المنديل الأسود) للشابّات، والمُلاءة (الملاية) المضاعَفة والسوداء للمسنّات، وإمّا "السفور" الخالص، وهذا الأخير كان شبه مقتصرٍ على غير المسلمات.

لم يكن غطاء الوجه آنذاك يعني تديّناً، فقلّةٌ قليلةٌ من هؤلاء المحجّبات كنّ يؤدّين الصلاة مثلاً: المطلوب أن تغطّي وجهكِ أيّتها المسلمة، ثمّ لا يهمّ بعد ذلك إن صلّيتِ أو تعبّدتِ أم لا!

ومع تزايد تأثير الدعوات الفكريّة الإسلاميّة الصاعدة، ومع نشاطات الدعاة من الشباب المتصوّف والشابّات المتصوّفات، أو شبه المتصوّفات، من سيّدات أهل الشام خاصّةً، وبتأثير أحاديث كبار الدعاة في العالم العربيّ عامّةً. وقد استطاع جهازُ التلفاز السحريّ، بأقنيته الفضائيّة الأخطبوطيّة التي فاجأتنا جميعاً، إيصال أصواتهم إلى العالم أجمع، وإزالة الحدود الإعلاميّة بين الأقطار الإسلاميّة المختلفة، مع كلّ هذه التأثيرات مجتمعةً؛ بدأ الحجاب يتّخذ شكله الشرعيّ ومضمونه الإسلاميّ معاً، فينحسر الغطاء التقليديّ عن وجه المرأة الشاميّة ليقتصر على شعرها وحده دون وجهها، ولكن لتختفي تحت هذا الغطاء، أو "الإيشارب" الشرعيّ، امرأةٌ ملتزمةٌ بالإسلام شكلاً ومضموناً، بحيث أصبحتَ تستطيع، ولأوّل مرّة، أن تميّز بين المرأة الملتزمة وغير الملتزمة من خلال هذا الحجاب الشرعيّ الجديد.

وفي مرحلةٍ تالية؛ تطوّر هذا "الإيشارب" مع تطوّر عقليّة معظم الشباب المقبلين على الزواج، فأصبحوا يفضّلون في اختيارهم لشريكة حياتهم، غالباً، الفتاةَ المحجّبة بحجابها الشرعيّ الجديد، بغضّ النظر، أحياناً، عن عقليّة هذه المحجّبة أو مدى تمسّكها بعباداتها، وهو ما أدّى بالحجاب في النهاية إلى أن يتحوّل عند بعضهنّ لمجرّد أداةٍ لاستقطابٍ العرسان. وهكذا؛ لم يعد الغطاءُ الشرعيّ على رؤوس فتيات هذه الشريحة؛ يتماشى مع لباسهنّ الضيّق، وزينتهنّ، وأصبغتهنّ، وتصرّفاتهنّ، ومشيتهنّ في الطريق، ولا مع حقيقة عدم التزام العديد منهنّ بأبسط العبادات في الإسلام.

*                *                 *

حدث أن اتّصلت بي في التسعينيّات من القرن الماضي؛ ابنةٌ شابّةٌ لربّ عائلةٍ أسيويّةٍ مسلمةٍ تعيش في بريطانية، وسألتني أن أتدخّل لحلّ مشكلتها الغريبة والمستعصية مع أبيها.

كان الأب صاحبَ مخزنٍ كبيرٍ لبيع الكحول في أوكسفورد، وكان يمارس على ابنته أنواعاً من الضرب والإهانة والشتائم إذا حدث أن تجرّأت وظهرت في البيت أمام أخويها الشابّين، أو أمامه هو، بثياب النوم الخفيفة!

ولكنّ هذا الرجل "المتعصّب، والبائع للكحول"؛ هو نفسه الذي كانت ابنته تدخل إلى غرفتها وتقفل على نفسها الباب حتّى تستطيع أداء صلواتها، لأنّه كان يَعمَد إلى ضربها، أيضاً، لو رآها تصلّي، والحُجّة: أنّه "لن يسمح لأولاده بأن تكون عقليّتهم كعقليّة أولئك الذين يصلّون"..!

هذه المعادلة الشاذّة بين الدين والثقافة؛ هي صورةٌ كاريكاتوريّة، وإنّما واقعيّة، تجسّد لنا سيطرة العقليّة الجاهليّة بشكلٍ كامل، وهيمنتها عند كثيرٍ من الناس على الوازع الدينيّ في تفكيرنا وسلوكيّاتنا، ولا سيّما فيما يتعلّق بالمرأة؟

الأنثى عند أصحاب هذه العقليّة هي ثلاثة أرباع الدين، إن لم تكن الدين كلّه، فما دامت ابنتنا "محجّبةً" و "محجوبةً"، حتّى عن أبيها وإخوتها الذكور في البيت، وما دامت سُمعتُها بعيدةً عن أن تمسَّها الأقاويل، فكلّ شيءٍ في الدنيا بخير.

لقد واجه الإسلام صعوباتٍ في تطبيق كثيرٍ من أحكامه الجديدة على عرب الجزيرة، وفي مختلف المجالات. فقد طبّق عقوباتٍ، وفرض كفّاراتٍ على المخالفين لهذه الأحكام، كما حدث عند تحريم الخمرة، وتحريم وأد البنات، وتحريم الثأر الفرديّ للقتيل، وتحريم الانتقام الفرديّ للشرف، وتحريم أكل اللحوم غير الحلال. ولكنّه، على العكس من ذلك، لم يصادف أيّة صعوبةٍ أو احتجاجٍ في تطبيق الحجاب على المرأة التي اعتنقت الإسلام، إذ لم تجد في غطاء رأسها الإسلاميّ ما يختلف كثيراً عن غطاء رأسها قبل أن تُسلم.

كان الحجاب للمرأة العربيّة، بغضّ النظر عن دينها، جزءاً من طبيعتها كامرأة، ولا شأن للدين به. وكان كلّ ما على الإسلام أن يضيفه لإنضاج هذا القانون الفطريّ؛ هو أن يحدّد للمسلِمات السنّ التي يجب أن تلتزم فيها الفتاة بالحجاب، مع بعض التفاصيل الصغيرة الأخرى، كما نجده في توجيه النبيّ (ص) لأسماء، الأخت الكبرى لزوجته السيّدة عائشة:

-  عن عائشةَ أمِّ المؤمنين قالت: قالَ رسولُ اللهِ (ص): "يا أسماء، إنَّ المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ لم يَصلُحْ أنْ يُرى منها إلّا هذا وهذا، وأشار إلى وجهِه وكفَّيه". [رواه أبو داود، وصحّحه الألباني]

ولأنّ كتاب الفطرة لا يُكتب، كما أسلفنا، فبدهيٌّ ألّا تجد في القرآن الكريم آيةً مباشرةً تأمر النساء بالحجاب، أو بالخمار كما كان يسمّيه العرب آنذاك. إنّه للمرأة أمرٌ فطريٌّ شأنه شأن الطعام والشراب، ولم تفعل الآيات أكثر من توضيح الطريقة التي تُسبغ بها المرأة المسلمة خمارها على رأسها بحيث تتميّز به عن غيرها، فلا يكون مجرّد قطعة قماشٍ تستر رأسها، بل أصبح عليها أن تغطّي رأسها، وأن تغطّي معه عنقها وصدرها، وأن تُسدل عليها ثوبَها ليغطّي باقي أجزاء جسدها، كما سنرى في آيات سورتَي النور والأحزاب بعد قليل.

ولكنّ بعضهم اتّخذ من هذه الحقيقة حجّةً لإلغاء شرعيّة الحجاب، متمسّكاً بأنّ عبارة (حجاب) أو (غطاء الرأس) للمؤمنات لم تردا مطلقاً في كتاب الله، وهو ممّا سنناقشه في الصفحات التالية.

أمّا مصطلح (حجاب) الذي يرِد في القرآن الكريم بهذا اللفظ؛ فهو يخصّ نساء النبيّ وحدهنّ، وقد أُمِرن، عندما نزلَتْ سورة الأحزاب، ببدء "الاحتجاب" في بيوتهنّ والامتناع عن استقبال الرجال، خلافاً لِما درجتْ عليه بقيّة النساء المسلمات، فلا يرى الرجالُ وجوههن بعد ذلك حسبما نصّت عليه آية الحجاب التي سلف ذكرها:

- .. وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب: 53]

وقد ورد في تفسير البغويّ لهذه الآية قوله: "أي مِن وراء سترٍ، فبعد آية الحجاب لم يكن لأحدٍ أن ينظر إلى امرأةِ رسولِ الله (ص)، متنقّبةً أو غير متنقّبة".

ويؤكّد لنا هذا التحوّلَ الخاصّ بنساء النبيّ (ص)؛ كلامُ عائشة في حديث الإفك عن أنّ صفوان بن المعطّل، وهو الرجل الذي أنقذها وعاد بها إلى جيش المسلمين، سبق له أن رأى وجهها قبل نزول آية الحجاب:

-  ".. فَبيْنَا أنَا جَالِسَةٌ؛ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ. وكانَ صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ، مِن ورَاءِ الجَيْشِ، فأصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي أي مكاني -، فَرَأَى سَوَادَ إنْسَانٍ نَائِمٍ، فأتَانِي، وكانَ يَرَانِي قَبْلَ الحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ باسْتِرْجَاعِهِ..". [رواه البخاري]

وهذا أيضاً يفسّر لنا حديث السيّدة عائشة عن إسدال نساء النبيّ (ص) لجلابيبهنّ على وجوههنّ في الحجّ عندما كان يمرّ بهنّ الركبان من الرجال، وإن ضُعِّفَ الحديث. ويفسّر لنا كذلك حديثها الآخر عن عدم سماحها للرجال الغرباء بدخول بيتها، إلّا لمن كان بينها وبينهم رضاعة:

-     عن عائشةَ أمِّ المؤمنين قالت: "كان الرُّكبانُ يمرُّون بنا ونحنُ مع رسولِ اللهِ (ص) مُحْرِماتٍ أي في الحجّ فإذا حاذَوا بنا سَدَلَتْ إحدانا جِلبابَها مِن رأسِها إلى وَجهِها، فإذا جاوَزونا كشفناه". [رواه أبو داود، وضعّفه الألباني]
-     عَنْ عَائِشَةَ أمِّ المؤمنين: "أَنَّ عَمَّهَا مِنَ الرَّضَاعَة، يُسَمَّى أَفْلَحَ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا فَحَجَبَتْه أي لم تسمحْ له بالدخولِ إلى بيتِها -، فَأَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ (ص)، فَقَالَ لَهَا: لاَ تَحْتَجِبِي مِنْه، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ". [رواه مسلم]

وكما يُقَوِّل بعضُ المتطرّفين كتابَ الله ما لم يَقُل، نرى آخرين، على الرصيف الآخر، يَنْفُون عن كتاب الله ما قال الله، فيزعمون أنّ لفظ "خُمُرهنّ" في آية سورة النور "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ" لا يعني الحجاب، لأنّ الآية لم تنصّ حرفيّاً على أنّ "الخُمُر" أو "الخمار" يعني حجاب الرأس. وكان من بين هؤلاء الكاتبُ التركيّ عدنان أوكتار (هارون يحيى) الذي يقول في كتابه (التعصّب، الخطر الأسود) ما ترجمته:

"إنّ بعضهم يقول إنّ غطاء الرأس قد ذُكر في الآية 31 من سورة النور، وهذا ليس صحيحاً، وإنّه لأمرٌ خطير، والله يحذّر أمثال هؤلاء مِن قلبِ ما هو شرعيٌّ ليكون غير شرعيّ.. إنّ القرآن لم يذكر شيئاً عن غطاء الرأس في الآية 31 من سورة النور".[1]

وهكذا فسّر هؤلاء لفظ (الخمار) في الآية على أنّه (الغطاء بشكلٍ عامّ) وليس (غطاء الرأس) بالتحديد، وهم يحذّرون الآخرين، لهذا، من مغبّة "قلب الحقائق الشرعيّة"!

والواقع أنّ ما يذهب إليه هؤلاء هو التحريف الحقيقيّ، وقلبُ ما هو غير شرعيّ إلى شرعيّ. فاللفظ (خمار) يعني (غطاء الرأس) تحديداً، وليس أيّ شيءٍ آخر. وهم، حين يشترطون ذكر كلمة (الرأس) مع كلمة (خمار) حتّى تُفهم على أنّها (غطاءٌ للرأس)، أشبه بمن يشترط أن تضيف عبارة: (على رأسك) إذا قلت: اِلبس القبعة، أو أن تضيف عبارة: (في رجليك) إذا قلت: البس سراويلك، أو أن تضيف: (في يديك) إذا قلت: البس قفّازيك، أو أن تضاف كلماتٌ إلى الآية "إنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" [طه: 12]، لتكون (فاخلع نعليك اللَّتين بقدميك)!

ولو أردنا أن ننقل الآية من صيغتها القرآنيّة إلى لغتنا العربيّة اليوميّة لكانت هكذا: دَعْنَ غطاء شعركنّ يسترسل ليغطّي أعناقكنّ وصدوركنّ أيضاً.

إنّ من يطلب من القرآن أن يقول للنساء: (وليَضْرِبنَ بخُمُرهِنَّ، التي تغطّي رؤوسَهنّ، على جُيوبِهنّ)؛ هو كمن يطلب أن يقال للناس: البسوا أحذيتكم عندما تخرجون، أو: كلوا عندما تجوعون، أو: اشربوا عندما تعطشون! وتصف لنا أمّ سلَمَةَ، زوجةُ النبيّ (ص)، ما حدث لنساء المدينة عقب نزول آية سورة الأحزاب في الحجاب، وكيف تجلّلت رؤوسهنّ بالأغطية السوداء وكأنّ عليها الغربان السود:

-  عن أمِّ سلَمةَ أمّ المؤمنين قالت: "لمَّا نزلتْ: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]؛ خرجَ نساءُ الأنصارِ كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِربانَ منَ الأَكْسِيَةِ أي من كثرةِ الأغطية ". [رواه أبو داود، وصحّحه الألباني]. وكامل الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.

 



[1] ِAdnan Oktar (Harun Yahya). Begotry: The Dark Danger. Arastirma Publishing. Istanbul: 2015. P. 260.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين